للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من إنذاره، لرفضه الانضمام إلى الثورة، وألحقا به أضرارا فادحة. وخربا له منزل سكناه. وعندئذ استنجد (ابن علي الشريف) بحاكم بجاية الإفرنسي، الذي كان يعسكر في قرية القصر منذ يوم ٩ نيسان -إبريل - فأمده ببعض البنادق القديمة، التي لم تفده. فاستنجد بالجنرال الإفرنسي (لاباسي) الذي وصل بقواته بحرا إلى بجاية يوم ١٤ نيسان - إبريل - غير أن هذا اعتذر عن تقديم الدعم بحجة أن الثوار قد باتوا مسيطرين على الطريق في سيدي عيش وتاقريت، مما يجعل إرسال النجدات أمرا صعبا.

انتقل (سي عزيز) بقواته يوم ١٦ نيسان - إبريل من (ذراع بلوزير) إلى (جبل عديسة)، وعاقب بني جليل لتقاعسهم عن الاستجابة السريعة لنداء الثورة، وفرض عليهم غرامات مالية. وبدأ هو وأخوه بعد ذلك في ممارسة أعمال العنف ضد أعداء الثورة من الجزائريين والأوروبيين ثم توجها إلى (بجاية) لمهاجمتها عبر منطقة الجبابرة. بينما كان ثوار (إفناين وآيت إسماعيل) يعسكرون أمامها على يمين معسكر القصر. وجرت اشتباكات بسيطة، تراجع بعدها سي عزيز وأخوه إلى (إيغيل) أو عزوز - أمام مضيق تيزي الجمعة. وفي يوم ٢٠ نيسان - إبريل - وصلت رسالة ثانية من الحاج محمد المقراني إلى سكان (يلولة أو سامر) يحثهم على الجهاد، ويتبرأ من (ابن علي الشريف) الذي (يثبط الناس عن الجهاد). وأبلغهم بأنه ذاهب إلى سور الغزلان لاعتراض القوات الإفرنسية. ووعدهم أن يتجه فور عودته إلى (أقبو) ليتعاون مع الشيخ عزيز - في تخريب (عزيبه) ومنازل السكان الذين تبعوه. ولكن المقراني لم يعد من هذه العمليه، إذ قتل في معركة واد سقلات - كما سبق ذكره. فبدأ سي عزير تقدمه من جديد

<<  <  ج: ص:  >  >>