للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثا: استنزاف القوة الإسبانية بعمليات خاصة - إغارات وكمائن - وذلك عند انتشار هذه القوة حول المدينة، ثم زج كتلة القوات الرئيسية بعد إضعاف القوة الإسبانية وتدمير روحها المعنوية.

ومقابل ذلك وضع قائد القوة الإسبانية مخططه كالتالي:

أولا: إنزال القوات والأسلحة إلى المنطقة الساحلية، وإقامة معسكر لها في المرحلة الأولى.

ثانيا: تسلق المرتفعات المحيطة بالجزائر، فيما يلي الأسوار، واحتلال موقع القصبة، والإشراف منه على المدينة، وقصفها بالمدافع.

ثالثا: إنتظار الجيش الذي سيقود. (سلطان تنس) ومهاجمة المدينة بقوة. في الوقت الذي يكون فيه عملاء الإسبان قد اضطلعوا بتنفيذ المؤامرة لضرب الجيش الإسلامي من الداخل.

أخذ كل من الجانبين في تنفيذ مخططه بدقة وعناية. فدارت المعركة بسرعة مذهلة، ولم تستمر أكثر من أيام قليلة، وتم التنفيذ على النحو التالي:

نزل الجيش الإسباني إلى السهل بدقة ونظام محكمين في يوم ٣٠ أيلول - سبتمبر - ١٥١٦. وأخذ في تسلق المرتفعات المؤدية إلى حي القصبة خلف المدينة طوال يومي ١ و٢ من تشرين (الأول - أكتوبر. وانطلقت زمر المجاهدين التي تركها (عروج) حول تلك المرتفعات خارج الأسرار، فأخذت في الاشتباك مع الإسبانيين، وتوجيه الضربات إليهم بصورة مباغتة وسريعة من كل الاتجاهات، والانسحاب قبل أن يتخذ هؤلاء إجراءات مضادة، ووقفت القوات الإسبانية أمام مأزق حرج وهي تتحرك بين الأسوار الحصينة من جهة

<<  <  ج: ص:  >  >>