واحدة، ويحبسونهم على هذه الصروة مدة إلى أن يموتوا.
وجند الإيطاليون من أهالي الجبل الأخضر - برقة - كل الرجال من سن البلوغ إل الخامسة والأربعين ليحاربوا بهم إخوانهم. ثم عمدوا إلى الأحداث من فوق ٤ سنوات حتى ١٢ سنة، فأخذوهم قهرا من أحضان آبائهم وأمهاتهم، في يوم تشيب من هوله الأطفال ودفعوهم إلى إيطالبا لأجل تربيتهم وتنشئتهم في النصرانية. واغتصبوا النساء في أعراضهن وقتلوا منهن الكثيرات ممن دافعن عن شرفهن حتى النهاية. وكان نحو من مائتي امرأة من نساء الأشراف، قد فررن إلى الصحراء قبل وصول الجيش الإيطالي إلى الكفرة، فأرسلت القيادة الإيطالية قوة في إثرهن لمطاردتهن حتى قبضوا عليهن وسحبوهن إلى الكفرة، حيث خلا بهن ضباط الجيش الإيطالي واغتصبوهن. وهكذا أنزلوا المعرات بسبعين أسرة شريفة من أشراف الكفرة، الذين كانت الشمس تقريبا لا ترى وجوههن من الصون والعفاف.
ولما احتج بعض الشيوخ على هتك أعراض السيدات المذكورات، أمر القائد الإيطالي بقتلهم. ثم استباح الإيطاليون الزاوية السنوسية بالكفرة - المسماة بالتاج - وأراقوا الخمور فيها، وداسوا المصاحف الشريفة بالأقدام. وحملوا الشيخ سعد (شيخ قبيلة الفوائد)، وخمسة عشر رجلا معه من الشيوخ، وقذفوا بهم من الطائرات على مشهد من أهلهم، حتى إذا وصل أحدهم إلى الأرض وتقطع إربا، صفق الإيطاليون طربا، ونادوا بالعرب قائلين:(ليأت محمد هذا نبيكم البدوي الذي أمركم بالجهاد، وينقذكم من أيدينا).