للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صراط وفردوس وسلسال كوثر ... وما قيظ أشواقي سوى وهج نيراني

شهدت صلاة الجمعة بالجامع الأزهر والخطيب من ابناء الشيخ السقا صاحب الخطبةالمشهورة فكان موضوع الخطبة فضل ليلة النصف من شعبان ولكنه ألقاها بصوت جهير في هيأة مرتجل دون أن يمسك في يده ورقة وحينما شرع في دعاء الخطبة الثانية أخذ ينزل من موقفه الأعلى فانتهى الدعاء عند الدرجة السفلى من المنبر.

أجبنا دعوة الشيخ محمد عبان القيرواني وناولنا كؤوساً من الشاهي وهو يلتمس العذر كأنه يعد نفسه مقصراً في الضيافة فأنشدته قول الصاحب ابن عباد:

نسائلكم هل من قرى لنزيلكم ... بملء جفون لا بملء جفان

التقينا مساء هذا اليوم بأساتذة أزهريين أحدهم الشيخ الزنتاني من طرابلس الغرب وأتى في المذكرة الحديث عن الشيخ ابن عرفة فقال ذلك الأستاذ أن الفخر به لأهل طرابلس لأن قبيلة الشيخ لذلك العهد كانت من ملحقات طرابلس فقلت له إنما يعود فخره إلى التونسيين لأن نشأته الأدبية وحياته العلمية إنما كانت في تونس.

وجرى في المحادثة لفظة (صلاعة) على معنى الاستراحة من التعليم فقلنا هي كلمة أصلها عربية قال في القاموس (صلاع الشمس ككتاب حرها) وأيام الاستراحة هي أوقات الحر غالباً والكلمة الشائعة في معنى الاستراحة من التعليم عند كثير من أهل الجزائر لاسيما المتخرجين من المدارس هي لفظ (فكالس) وهي حرف فرنسوي.

دعانا الشيخ إبراهيم صمادح أحد المجاورين بالأزهر للسمر عند ليلة يوم السبت فقضينا نصف هذه الليلة في أسمار علمية ومحاورات أدبية ممن جاذبنا أطرافها الشيخ أحمد أمين الشنقيطي أحد العلماء الذين تجولوا في بلاد الشام والحجاز والشيخ عبد المعطي السقا أحد المدرسين بالأزهر وفيما طرح من المباحث بمناسبة خطبة ذلك اليوم تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) حيث ساق بعض الخطباء الآية في فضائل ليلة النصف من شعبان كما ينقله بعض المفسرين عن عكرمة وأوردنا في هذه الليلة المذاكرة إنكار أبي بكر ابن العربي لهذا التفسير وتحقيقه أن المراد من الليلة المباركة ليلة القدر وهي التي يفرق فيها أمر حكيم.

واتصل الكلام بالبحث في البدعة وسقنا تحرير أبي سحاق الشاطبي في ضابطها وهو أن

<<  <  ج: ص:  >  >>