اخترعت في أوروبا وأصبحوا يبثون روحها الخبيثة في أجسام مواطنينا الذين هم بين ظهرانيهم فيقولون لهم (وطن المرء حيث يعيش لا حيث ينشأ) ويدعمونها لهم * * * * * * * * * *
والأضاليل التي لا يغتر بها إلا البله والصبيان إلا أن الاستهانة بها وعدم الاحتياط لها ليسا من الحزم (فمعظم النار من مستصغر الشرر) ولاشك في اهتمام حكومتنا بدوام المحافظة على تقوية علائق الجامعة الإسلامية والرابطة العثمانية وإذا كان كذلك فيتحتم عليها مؤازرة المدارس الدينية والوطنية والمبادرة إلى تسهيل وسائل التحصيل فيها بحيث يؤمن على المتخرجين فيها من فساد العقيدة والوطنية فهل لنظارة المعارف ورجالها أن يبرهنوا لنا على القيام بالتدابير الفعالة إزاء هذا الخطر الذي يهددنا بخسران ناشئتنا ورجالنا خسراناً يؤدي إلى نقص مادي ومعنوي.
وإذا تأملنا في سر تخصيص شؤون المعارف بدوائر ومجالس رسمية وجعل إرادتها منوطة برجال لهم الصلاحية نقضاً وإبراماً في كل مايتعلق بالمعارف عرفنا أن للحكومة دخلاً وتأثيراً في تنوير الأفكار وتوسيع المدارك أو طمسها وحصرها في دائرة ضيقة وإلا فما معنى وزير نظارة المعارف ورجاله في القسطنطينية ومامعنى مدير مجلس المعارف وأعضائه في كل ولاية عثمانية وهلم جرا إلى آخر الشؤون العلمية الرسمية وسائر رجالها الرسميين وإذا كانوا يعتذرون لفشوا الجهل في الدور الغابر بضغط المابين فيما يعتذرون في هذه المادة الجديدة التي لم تشاهد فيها من النهضة العلمية غير الأقوال والمواعيد والأعمال التي يشهد العقل بعقمها وسقمها أو قلة نتائجها فإن كانوا يعتذرون بارتباك الدولة وكثرة مشاغلها ومشاكلها فهم لا دخل لهم بشيء من ذلك * * * * * * * بغير وظائفهم التي إذا قاموا بحقوقها ظهرت نتائجها لإلجام كل معترض عليهم وإفحام كل من يدعي عجزهم أو تهاونهم_فالواجبات الملية تقضي على ناظر المعارف ثم على بقية رجالها أن يبرهنوا للملأ على رؤوس الاشهاد فعلاً لا قولاً بأن زمن الشورى هو زمن النور والعلم والعدالة وبأن رجال الشورى يحرصون على تثقيف أبناء المملكة وتهذيبهم وتعليمهم ويريدون لهم الخير بكل معنى الكلمة لا كالحكومات الغاشمة التي تحرص على بقاء الجهل فاشياً بين جميع طبقات شعوبهم ليصطادوا في الماء الرنق الكدر ومما لم نفهم معناه في هذا