للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدسون من وراء ذلك من عوامل الشر والفساد ما يفت في ساعد الأمة ويجعلها في أخريات الأمم وقد استعملوا لتنفيذ مآربهم ونشر مفاسدهم سلاح الوقاحة والكذب فيأتون مثلاً إلى من أطبقت الناس على علمه وفضله فيصفونه بالجهل لمخالفته لهم في الرأي ويأتون إلى أجهل الناس وأحقرهم فيسمونه عالماً اجتماعياً أو زعيماً من زعماء الإرشاد ولا ثمن لتلك الألقاب إلا انصياعه لهم وتقديسه لأعمالهم وهم لا يخجلون إذا ظهر كذبهم وافتضح أمرهم لما اعتادوا عليه من الوقاحة وقلة الحياء (إذا لم تستح فافعل ما شئت) وشر كذبهم ما ينشرونه على صفحات الجرائد من غير مبالاة مع أن واجب على الصحافة أن تتحرى الصدق في أخبارها لأنها ستكون يوماً ما مادة للمؤرخ ومرجعاً للباحث نحن نعتقد أنه يوجد من بين هؤلاء الذين ينادون بالإصلاح رجال أخلصوا لأمتهم وأجهدوا أنفسهم لأن يرقوا بها في معارج الكمال ولكن العالمين من هؤلاء المخلصين قليلون لذلك كان عملهم عقيماً إذا لم نقل أن ضرره أكثر من نفعه.

فالإصلاح يحتاج إلى العمل والجد والإخلاص واحتياجه إلى العلم اشد وافتقاره إليه أكد ولا فائدة من مصلح لا علم له كما لا فائدة من حاكم لا سلطة له فالخسران لأمة تقودها العمي ويصلحها الجهال.

أيها العلماء المخلصون إن زمن السكوت قد انقضى بما منحتم من حرية الكلام والمجاهرة بالرأي فلا تتركوا الأمة تقع في مهاوي الدمار بسب هؤلاء المفسدين. أيها العلماء إن الله محاسبكم غداً عن هذه الأمة المسكينة التي تتقاذفها الأهواء منكل جانب فإنا لا نعلم وظيفة جوهرية لكم غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فخذوا بيد هذه الأمة وأنقذوها مما هي فيه.

واعملوا يداً واحدة على إيقاظ شعور المسلمين. علموهم كيف يرجعون إلى أخلاقهم علموهم كيف يكونون أقوياء في دينهم ودنياهم انشروا الآداب الإسلامية بينهم أصدروا الصحف الدينية لتسير في مشارق الأرض ومغاربها اعملوا على أن تقوموا بوظيفة الإرشاد حق القيام فإنكم منذ أهملتم وظيفتكم أخذ دعاة الفساد يسممون الأفكار ويضللون العامة ويتسلطون على الآداب ويطالبون الحكومة مطالبة حثيثة باسم الأمة أن تسير على أفكارهم وتنصاع لآرائهم وفي ذلك من ضرر مالا يخفى عليكم أيها العلماء. هذه الشريعة المطهرة ما اعتصم

<<  <  ج: ص:  >  >>