فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ليحتج على تصحيح غرضه ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى. أه هـ
وعليه فمن قال أن التمثيل ورد في القرآن والحديث الحث عليه أو مما أمر الله به أو من الاعتبار أو فرض جاء في القرآن أو تكلم في الدين بلا علم أو أعان من تكلم فيه بلا علم أو أدخل في الدين ما ليس منه أو حرف القرآن عن موضعه أو غير ذلك مما لا مستند له سوى مجرد عقله وهواه فإن كان جاهلاً فيعرف ويستتاب فإن تاب وإلا فن قامت عليه الحجة وجب على أولياء الأمور أن يعاملوه بما يقضي عليه الشرع لأنه ممن قال على الله بغير علم وهو مضاة لقول المشركين (الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل أن الله لا يأمر بالفحشاء القولون على الله مالا تعلمون) وفاحشة أولئك إنما كانت طوافهم بالبيت عراة وكانوا يقولون. . لا نطوف في الثياب التي عصينا الله فيها فهؤلاء إنما كانوا يطوفون عراة على وجه اجتناب ثياب المعصية وقد ذكر فكيف بمن يجعل شيئاً من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام من الاعتبار المأمور به في الآية ولو كان التمثيل مما أمر الله به أو من المكارم لبينه عليه الصلاة والسلام ومثله لهم أو أمر أصحابه أن يمثلوه ولو بقصة واحدة مما في القرآن المنطوي على الأخبار عن حوادث الأمم التي قبلنا وما فعلوا وما فعل بهم وما صاروا إليه كقصة أهل الكهف وذي القرنين وبني إسرائيل مع أنبيائهم وقصة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وما جرى له مع أخوته أو غير ذلك لقوله تعالى (لتبين للناس ما نزل إليهم) لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بطرق البيان لمحتاج إليه وأنصح الخلق لعباد الله تعالى ولما تيقنا أنه صلى الله عليه وسلم ما فعل التمثيل ولا مر به ولا أقر عليه أحداً ولا دعا الناس إليه ولا تكلم فيه الصحابة ولا فعله أحد من أئمة الدين علمنا أنه قول مفتعل ومختلق وكذب على الله وكتابه وعلى رسوله وسنته وأن هذا الفعل محض تقليد للإفرنجة قال تعالى (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) فهذا جزاء الكذب على الله تعالى وأما الكذب عليه صلى الله عليه وسلم فجزاؤه ما في الصحيحين وغيرهما (من كذب علي معتمداً فليتبوأ مقعده من النار) ولهذا الحديث طرق كثيرة صحيحة ويلزم على كون التمثيل من مكارم الأخلاق عدم وتتميم مكارم الأخلاق في زمنه صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة الكرام لأنه صلى الله