عليه وسلم انتقل إلى أعلى عليين ولم يفعله ولا أصحابه كما تقدم حتى انبعث من أشقاه الله وعليه ما يستحق من الله تعالى وجعل هذا التمثيل منها وتممها فمزيد المقت منه تعالى يلجئ الشخص على أن يقول مالا يعقله ولا يفهمه نعوذ بالله من الجهل (الوجه الثاني) اشتماله على نشيد إنما التمثيل فرض الخ. فقد اشتمل على محرم بل على محرمات منها كونه كذباً أيضاً وافتراء محضاً على القرآن بإجماع سلف هذه الأمة وخلفها عالمها وجاهلها خاصها وعامها من غير نزاع ومنها أن فيه تضليل جميع الأئمة سلفاً وخلفاً حيث أنه فرض ولم يظهروه ولم يفعلوه كما مر وقد جمع الناس على أنه ليس لأحد أن يعمل في الدين إلا ما شرعه الله ورسوله دون ما يشتهيه ويهواه قال تعالى (ولا تتبعوا هواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن وساء السبيل) ومنها تغرير العوام السامعين المصفقين له بكل انشراح ونشاط حيث اعتقدوا أنه من فروض الدين لاسيما بحضور من شأنه الإنكار ولم ينكر ولم يغير هذا المنكر وقتئذٍ لا نطقاً ولا إشارة. (الوجه الثالث) اشتماله على الغيبة والسخرية والاستهزاء وكلها حرام من الكبائر أما الغيبة فلقوله تعالى (أيحب حدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) وفي الصحيحين في خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا وبلدكم هذا الأهل بلغت وفي مسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله وفي هذا الباب أحاديث كثيرة لا يسعها هذا الجواب ومعلوم أن الغيبة بالقول والفعل كالمحاكاة كما هو معلوم وأما السخرية والاستهزاء فهما محرمان كما قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ن يكونوا خيراً منهم) الآية ومعنى السخرية الاستهانة والتحقير والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول وقد يكون بالإشارة والإيماء (الوجه الرابع) ما فيه من مجالسة المرد والنظر إليهم مع تخنثهم وتلويهم وإنشادهم الشعر ملحناً بأصواتهم المطربة وهذا مخالف لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من عبادته وطاعته وطاعة رسوله ومرتكبه غير متبع للدين بل متبع لهواه وكما يحرم ما ذكر تحرم الإعانة عليه وبالجملة فكل ما اشتمل على سخف أو مدح معصية أو محرم فحضوره والرضا به حرام وقد رفع على عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه قوم يشربون الخمر فأمر بضربهم فقيل له ن فيهم صائماً فقال ابدأوا به ثم