للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قول معلم المدرسة في خطابه قد ورد الأمر فيه بالقرآن بقوله تعالى (فاعتبروا) الآية يفيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك الفرض لأنه لم يبينه عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه ولو بينه لوصل إلينا فيكون المعلم نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكتمان وحاشاه من ذلك لأنه لم يبلغنا ذلك وقد قال تعالى في كتابه العزيز (يا آيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ جميع ما أمر بتبليغه عملاً بهذه الآية وحيث أنه بلغ جميع ما أمر بتبليغه ثبت أن التمثيل ليس من الاعتبار الوارد في الآيات بل هو الاعتبار بذكر الأمم الماضية والأنبياء الكرام والأمثال البليغة والتذكر في المخلوقات والاستدلال بالأثر على المؤثر وقوله أن التمثيل من مكارم الأخلاق الواردة في السنة ليس كما زعم وإلا لسبقنا السلف الصالح والأصحاب الكرام لأنهم رضي الله عنهم ما تركوا شيئاً من السنة الشريفة والأحاديث المنيفة إلا وعملوا به وما بلغنا أنهم نصبوا مسارح لأجل تشخيص الروايات فعلم أن الذهاب إلى الروايات حرام ولا يجوز التصدق باسمها كيف وهي من الأمور المحدثة والبدع المفسدة للأخلاق وقد قال عليه الصلاة والسلام إياكم ومحدثات الأمور الحديث.

فبعد هذا هل يشك من له عقل وتمسك بالدين في حرمة فعل الروايات (التمثيل) وحرمة دفع الصدقة باسمها ورحم الله من قال وأجاد في المقال:

وإذا أراد الله فتنة معشر ... وأضلهم رأووا القبيح جميلا

حلب

صلاح الدين

الجواب الثاني عشر لحضرة العالم المحقق صاحب الإمضاء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد فقد اطلعت على السؤال الوارد في حكم التمثيل فسرحت الطرف في فتوى مولانا العلامة فضيلة مفتي بيروت وأجوبة العلماء الأعلام التي يقضي كل منها بتحريمه المحررة جميعها في أجزاء مجلة الحقائق الغراء فجزاهم الله عن الملة الحنيفية أعظم جزءاً فكم استلفتوا أنظاراً، ونبهوا أفكاراً، لأمر كثر ارتكابه، وعمت آثامه حيث أوضحوا المرام، وبينوا

<<  <  ج: ص:  >  >>