بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد فإني قد اطلعت على سؤال في مجلة الحقائق موقعاً برمز ي ص وإني لوددت أن يكون هذا السائل قد صرح باسمه لا برمزه وقد طلب بيان حكم الله تعالى في هذا التمثيل الواقع على هذه الصورة بحضور كثير ممن كان بسمة أهل العلم وغيرهم من العوام الذين لا معرفة لهم بحله وحرمته فنقول جواباً عن ذلك. التمثيل المسؤول عنه حرام بإجماع من يعتد بإجماعه المسلمين لاشتماله على محرمات عديدة منها النظر إلى الغلمان المرد مع مااشتملوا عليه من إسدال الشعور وتسريحها وتلو الأجساد وتمايلها وترقيق الصوت ولين الكلام المعبر عنه بالتخنث أي التشبه بالنساء قال العلامة ابن حجر المخنث هو من يتخلق بخلق النساء حركة وهيئة وعليه حملت الأحاديث الواردة بلعنه أهـ باختصار وقال العلامة البيجوري ونظر الرجل إلى الأمرد الجميل بشهوة أو خوف فتنة فهو حرام بالإجماع ولا يختص ذلك بالأمرد الجميل بل النظر بشهوة حرام لكل ما لا يجوز الاستمتاع به ولو جماداً وضابط الشهوة كما قاله الغزالي أن يتأثر بجمال صورته بحيث يظهر من نفسه الفرق بينه وبين الملتحي ويعرف ذلك بميل النفس إلى القرب والملامسة وكثير من الناس ينظرون إلى الأمرد مع التلذذ بجماله والمحبة له ويظنون أنهم سالمون من الإثم لاقتصارهم على النظر دون إرادة الفاحشة وليسوا سالمين. ويحرم أيضاً استماع صوته إن تلذذ به أو خيف منه الفتنة كما بحثه العلامة الزركشي رحمه الله تعالى وأما الانحناء إلى قرب الركوع فنص الفقهاء على كراهته وأعظم من هذا كله لبس البرنيطة فإنهم عدوه من المكفرات قال الثقة ابن حجر في كتاب الردة عند قوله أو سجود لصنم أو شمس تنبيه وقع في المواقف وتبعه السيد الجرجاني في شرحه الخ ما نقله عنهما وقال ثم قالا ماحاصله أيضاً يلزم على تفسير الكفر بأنه عدم تصديق الرسول في بعض ما جاء به ضرورة تكفير من لبس الغيار مختاراً أي لبس ما كان مختصاً بغير المسلمين لأنه لم يصدق بالكل وذلك لأننا جعلنا اللبس الصادر عنه باختياره علامة على الكفر بناءً هنا على أن ذلك اللبس ردة فحكمنا عليه بأنه كافر لأنه غير مصدق أهـ كلامه وقال في كتاب التعزيز من سعى في إفساد النساء والغلمان ولم ينزجر إلا بحبسه حبس فعلى هذا لا يوجد تمثيل بالمعنى المصطلح عليه الآن إلا وقد اشتمل على محرمات عديدة فقد قام بهذا التمثيل أبو خليل القباني وسماه بالكميدا فقام على