إنما للحصر فكأنه قال ما التمثيل إلا فرض بدليل أنه جاء به القرآن أقول لا يخفى على من له أدنى إلمام بفن من الفنون أو بفن الوضع فقط أن أل الداخلة على الأسماء وضعت لأن تدل إما على الاستغراق وهي التي يصلح في موضعها ما يدل على العموم كلفظة كل أو على الجنس وهي التي يشار بها إلى الماهية المتحققة في ضمن فرد من الأفراد أو على العهد الذكري وهي ما تدل على المذكور سابقاً على مدخولها أو على العهد الذهني أو الخارجي فالأول ما يشار بها إلى حصة معلومة في الذهن والثاني ما يشار بها إلى حصة معينة في الخارج فكأنه قال كل تمثيل أو ماهيته المتحققة في ضمن فرد أو المعهود ذهناً أو خارجاً فرض جاء به القرآن وأما العهد الذكري فلا سبيل إليه هنا إلا أن يقال أنه مذكور بالقوة فكأن السائل يقول ما حكم هذا التمثيل فقال إنما التمثيل فرض الخ فيتركب من هذا قياس منطقي فيقال هذا الدال على قول وفعل الأندلسيين تمثيل وكل تمثيل أو ماهيته أو المعهود ذهناً أو خارجاً أو ذكراً على ما سبق فرض جاء به القرآن فهذا الدال على فعل وقول الأندلسيين فرض جاء به القرآن وأنت خبير بفساد النتيجة لفساد المقدمة الكبرى فيسقط الاستدلال به على فرضية هذا التمثيل. فانظر يا أخي بعين الإنصاف هل من قائل بهذا؟ إن هذا لشيء عجاب ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا ألا اختلاق وهل مراده بالفرض المؤكد كما هو أحد معانيه أو الفرض العيني أو الكفائي وعلى كل لا قائل به لما يلزم عليه تأْثيم الكل إن قلنا أنه فرض عيني أو البعض على القول بأنه كفائي أو اللوم على القول بأن المراد به المؤكد كما سبق وهل المراد بالقرآن كل ما يقرأ كما هو أحد معانيه أيضاً والمراد به المنزل على سيدنا محمد المتعبد بتلاوته المتحدي بأقصى سورة منه وعلى كلٍ فهو غير مسلم لأنه على الأول ليس كل ما يقرأ يكون حجة على الفرضية وعلى الثاني لم يسمع بآية تدل على فرضية تمثيل فعل الأندلسيين هذا ما يسره الله تعالى في هذا المعنى. ثم رأيت في جريدة المفيد في عدد ٨٤٧ مقالة بإمضاء مشاهد يدعي أن الممثلين لم يقولوا إنما التمثيل فرض جاء في القرآن وإنما قالوا إن ذكر الماضي فرض جاء في القرآن يظن صاحب المقالة أنه قد خلص الممثلين مما وقعوا فيه وليس كذلك من وجوه منها أن إنكاره للبيت الأول واعترافه بالبيت الثاني واعتراف بخطأ البيت الأول ومنها أن جميع ما قيل في البيت الأول يقال في البيت الثاني عيناً بعين كما لا يخفى على المتأمل ومنها قوله