الخمول والعدو دخل دارنا ونزل أرضنا فأهلك الحرث والنسل. نحن في حاجة إلى الجهاد بالأموال والأنفس والألسن والأقلام. نحن في حاجة إلى التناصر والتعاون ونبذ المراء وترك الجدال والخصام. نحن في حاجة إلى لين القلوب والشفقة والحنان. نحن في حاجة إلى الرجوع عن هذه السفاسف والنظر في اتباع ما يأمرنا به الشارع واجتناب ما ينهانا عنه. نحن في حاجة إلى اتباع سنن سلفنا الصالح وتقليدنا إياه في جميع الأعمال لنرد ما فقدناه ونخطو خطوة التقدم إلى الأمام وإن لم نعمل بمقتضى ذلك فعلى مجد الإسلام والمسلمين السلام.
الإعانة على رفع ما حلّ بنا الآن والاستعداد لما عساه يحل من ألزم الأمور شرعاً وعقلاً. جسَّر إيطاليا على عملها بطرابلس الغرب قوتها البحرية وأوقفها في موقفها الحاضر إلى هذا اليوم إزاء قوة المسلمين. قوة المسلمين مساعدة أساطيلها التي لو كان للمسلمين نصفها لما استطاعت تلك الدولة الغاشمة أن تقف أمامنا قليلاً من الزمن.
كل الدول الأجنبية حتى الدول الصغيرة آخذة بالتقدم ناهضة نحو الرقي عاملة على الاستعداد وتعزيز قوتها البحرية والبرية في كل لحظة وآن ونحن ساهون لاهون وعن كل ذلك معرضون.
جاء في مجلة الهلال في العدد الثالث من سنة ٩١١ تحت عنوان (الأخبار العلمية) ما نصه (القوات البحرية الأوروبية).
دول أوروبا تتسابق في تقوية أساطيلها والمناظرة مشتدة الآن بين إنكلترة وألمانيا في هذا السبيل وكل منهما تبني الدوارع في معاملها وقد استخرج بعضهم إحصاء لما سيصير عند هاتين الدولتين من الدوارع الكبرى المعروفة باسم دريدنوط إلى سنة ١٩١٤ وأضاف إليها قوات الدول الأخرى للمقابلة فكانت النتيجة على هذه الصورة:
سنة ١٩١١سنة ١٩١٢سنة ١٩١٣سنة ١٩١٤عند إنكلترا١٢٢٠٢٧٣٢ألمانيا٥٩١٥١٩أميركا٤٦٨١٠فرنسا٠٦٦٨اليابان١٣٤٦روسيا٠٠٠٤إيطاليا٠٠٢٤النمسا٠٠١٣هذا استعدادهم وتسابقهم في القوة البحرية وترى نحوه في القوة البرية فالله عليك هل سمعت لدولتنا ذكراً في هذه المسابقة أو غيرها؟ هنا يقف العثماني المسلم وغيره حزناً آسفاً ينحي باللائمة على الحكومة وقصورها ولا يفكر أن اللوم على الشعب أيضاً إذ الحكومة بالشعب