العباد وقمعوا أهل الشرك والبغي والفساد الممتازين بأسنى المزايا الفاضلة وأسمى السجايا الكاملة الذين تجمعنا بهم الأخوة الإسلامية في سلسلة نورانية تبهر من أشعتها الأبصار وتستنير بنور عدلها الأفاق والأمصار بالصورة التي تسيء الحساد وتغيظ الكفار وقد تناهت هذه السلسلة المباركة التي هي عروة وثقى لا انفصام لها عامة الإسلام لطفاً واستمكنت قوة ووصفاً ولقد ساءنا وأيم الله جرأتك على الإدعاء بأن إيطاليا ما تجشمت الخسائر ولا تكبدت المشقات إلا شفقة منها علينا وسعياً في انتشالنا من ظلم الأتراك على زعمكم وأنه متى أعلنت السيادة (والعياذ بالله تعالى) لدولتكم وتركنا الحرب والطعان ونفضنا الأكف من طاعة دولة بني عثمان (لا سمح الله تعالى) نصبح في جنات ونعيم ومقام كريم إلى غير ذلك من الهذيان والله يعلم والناس يشهدون وأنت في مقدمتهم أنكم لكاذبون. وأنا لا نلومك أيها الجنرال على ما ألقى الشيطان في أمنيتك من الأماني الكاذبة والوساوس الخائبة إن هي إلا أضغاث أحلام وخيالات وأوهام وأما الحقيقة الواضحة الظاهرة للعيان بالدليل والبرهان فهي أنكم أعدى الأعداء وألد الخصام وأهل البغي والعدوان وقد منعنا القرآن عن موالاتكم بقوله جل وعلا (ولا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يتولهم منكم ف، هـ منهم)(إن الله بريء من المشركين) فاعلم أيها الجنرال أننا لنا بحمد الله ديناً لا نبتغي عنه بدلاً ولا نحيد عنه حولاً وإيماناً ويقيناً بما جاءت به شريعتنا الغراء فعلى صاحب اليقين أن لا يرضى بالذل والمسكنة والطاعة للكافرين وكيف نرضى بالطاعة لمن لا يذهب مذهبنا ولا يرد مشربنا ولا يدين بديننا ولا يحترم شريعتنا ولا يراعي حرمتنا ولا يرى فينا إلاَّ ولا ذمة كما شهد بذلك القرآن الكريم بقوله عز وجل خطاباً لنبيه المرسل (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) صدق الله العلي العظيم فكيف نصدق ما أتيت به من الأكاذيب ونخدع بما افتريت من الأساليب ونحن نعلم علم اليقين أكبر همكم وغاية أمانيكم سحق ديننا والتغلب على أوطاننا واسترقاق أرقابنا والقضاء على كياننا في عالم الوجود حسب ما يشهد بذلك التاريخ والأعمال فجدير بنا تلقاء ما نعلم من اعتدائكم أن نلبي داعي الله تعالى ونبذل الأموال والأرواح في الذود عن الوطن ونجاهد في سبيل الله فالحق داع والله حاكم والضرورة قاضية فأين المفر؟ ولتعلم أيها الجنرال أن وراء اعتداء إيطاليا على أوطاننا أهوال ترتعش