قد بلغت حد الاستفاضة فمنها ما روي عن عمر رضي الله عنه بعث جيشاً وأمر عليه رجلاً يدعى سارية بن الحصين فتورط مع المشركين وهم بالانهزام فبينما عمر رضي الله عنه يخطب جعل يصيح في خطبته وهو على المنبر: يا سارية الجبل الجبل. وكان بقربه جبل يتحيز إليه قال على كتبت تاريخ هذه الكلمة فلما قدم رسول ذلك الجيش فقال يا أمير المؤمنين عدونا يوم الجمعة في وقت الخطبة فهزمونا فإذا بإنسان يصيح يا سارية الجبل فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمت الكفار وظفرنا بالغنائم وكذلك روي إن نيل مصر كان يقف في كل سنة مرة واحدة فكان لا يجري حتى تلقى فيه جارية حسناء فلما جاء الإسلام كتب عمرو بن العاص إلى عم بن الخطاب رضي الله عنهما يعلمه بالقصة فكتب عمر على خرقة أيها النيل إن كنت تجري بأمر الله فاجر وإن كنت تجري بأمرك فلا حاجة لنا إليك فألقيت تلك الخرقة في النيل فجرى ولم يقف بعد ذلك وكذلك روي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل عليه أنس بن مالك فقال مالي أراكم تدخلون علي وآثار الزنا ظاهرة عليكم وكان أنس قد وقعت عينه على امرأة بينما كان سائراً في الطريق قال أنس فقلت أجاء الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عثمان رضي الله عنه لا ولكن فراسة صادقة.
الذي يحتج المنكرون لكرامات الأولياء بكلامه
وقد ذكر الإمام بن تيمية الحنبلي وهو في كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ما نصه وكرمات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جداً مثل ما كان (أسيد بن حضير) يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج هي الملائكة نزلت لقراءته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين وكان (سلمان وأبو الدرداء) يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها (وعياد بن بشر واسيد بن حضير) خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهم نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما رواه البخاري وغيره وقصة (الصديق) في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة من القصعة إلا ربا من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك إلخ (وخبيب بن عدي) كان أسيراً عند المشركين بمكة وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنب و (عامر بن فهيرة) قتل