للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت فينا امرأة تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر (تطحن) حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا نسلم عليها فتقدمه إلينا وأما أهل الذمة فيحرم ابتداؤهم بالسلام فإن سلموا هم على مسلم قال في الرد وعليكم ولا يزيد على هذا روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل وعليك وقال الإمام المتولي أنه لو أراد تحية ذمي فعلها بغير السلام بأن يقول هداك الله أو أنعم الله صباحك أو صبحت بالخير والسعادة أو بالعافية أو صبحك الله بالسرور أو ما أشبه ذلك قال النووي لا بأس به إذا احتاج إليه وأما إذا لم يحتج إليه فالاختيار أن لا يقول شيئاً من ذلك فإنه إيناس وبسط لهم ونحن أمرنا بعدم ودهم وإذا سلم على قوم بينهم كفرة يقصد المسلمين أو المسلم وإذا كتب كتاباً إلى مشرك وكتب فيه سلاماً أو نحوه فينبغي أن يكتب كما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل (من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى).

وأما الصبيان فالسنة أن يسلم عليهم روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله وروى أبو داود بإسناد الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على غلمان يلعبون فسلم عليهم وفي بعض الروايات فقال السلام عليكم يا صبيان وهذا تدريب لهم على آداب الشريعة وفيه سلوك التواضع ولين الجانب ويسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير والصغير على الكبير ولو خالفوا بأن سلم الكبير على الصغير والكثير على القليل لا يكره وما ذكر فيما إذا تلاقى الاثنان في طريق أما إذا ورد على قعود أو قاعد فالوارد يبدأ السلام على كل حال صغيراً كان أو كبيراً روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير وفي رواية للبخاري زيادة يسلم الصغير على الكبير الخ وإذا لقي رجل جماعة وخص أحدهم بالسلام كره ذلك منه لأن السلام شرع للأنس والألفة وبتخصيص البعض إيحاش الباقين وربما صار سبباً للعداوة وإذا مشى في السوق والشوارع المطروقة كثيراً مما يكثر فيه الملتاقون يكفي أن يسلم على بعض دون

<<  <  ج: ص:  >  >>