جل شأنه خلق كل من الزوجين ميلاً إلى الآخر لحكمة التناسل والرجل مستعد لأداء النسل من سن بلوغه إلى آخر العمر الطبيعي للإنسان الذي هو مائة سنة والمرأة تكون مستعدة للنسل إلى سن الخمسين في الغالب لأنها بعده تضعف قوتها وتنقطع مادة حيضها فلولا إباحة التعدد لكان خمسون سنة من عمر الرجل معطلة عن التناسل الذي شرع النكاح لأجله أو أكثر أو أقل فيما إذا تزوج بأصغر منه أو أكبر على أن عادة التزوج بأكثر من واحدة ليست من مخترعات الدين الإسلامي بل مما أقره، بعد ما هذبه وعدله، ولقد كان هذا الأمر شائعاً جداً قبل الإسلام بدون حد يقف عنده، أو نظام يعمل فيه فجاء الإسلام فأوجب الاكتفاء بأربع. وشرط أن يثق الإنسان من نفسه بالعدل وأوعد من لم يعدل بما تقدم ذكره ومما يدل على وجوده قبل الإسلام ما رواه أبو داود وابن ماجه عن قيس بن الحارث قال أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال اختر منهن أربعاً والاعتراض بالتعدد سري إلى الكاتب مما ينتقده الغربيون على الإسلام كما هو الشأن في جميع ما كتبه على أن الغربيين أنفسهم حتى النساء منهم شعروا بفوائد التعدد فدعوا إليه وقد نقل في المجلد الرابع من المنار عن كاتبة غربية فاضلة مانصه (لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعم البلاء وقل الباحثون عن أسباب ذلك وإذ كنت امرأة تراني انظر إلى هاتيك البنات وقلبي يتقطع شفقة عليهن وحزناً وماذا عسي يفيدهن بثي وحزني وتوجعي وتفجعي وأن شاركني فيه الناس جميعاً. لا فائدة إلا فيما يمنع هذه الحالة الرجسة والله در العالم الفاضل (تومس) فإنه رأى الداء ووصف له الدواء الكافل الشفاء وهو الإباحة للرجل التزوج بأكثر من واحدة وبهذه الواسطة يزول البلاء لا محالة وتصبح بناتنا ربات بيوت فالبلاء كل البلاء في إجبار الرجل الأوربي على الاكتفاء بامرأة واحدة فهذا التحديد هو الذي جعل بناتنا شوارد وقذف بهن إلى التماس أعمال الرجال ولابد من تفاقم الشر إذا لم يبح للرجل التزوج بأكثر من واحدة أي ظن وخرص يحيط بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم أولاد غير شرعيين أصبحوا كلا وعالة وعاراً على المجتمع الإنساني فلو كان تعدد الزوجات مباحاً لما حاق بأولئك الأولاد وبأماتهم ما هم فيه من العذاب الهون ولسلم عرضهن وعرض أولادهن فإن مزاحمة المرأة للرجل ستحل بنا الدمار. ألم تران حال خلقتها تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل وعليه ما ليس عليها وبأباحة تعدد الزوجات