رتبة رابعة وهي التي لا يقنعها بل ولا تريد أن تقنع فهي الرتبة السفلى التي ظهرت في كل جيل وكل قرن وكانت جائحة على الفضيلة والإنسانية إلا أنها ما نجمت حتى اجتثت وما طارت حتى قصت. ولقد كانت في أوائل هذا القرن والذي قبله أشسد مما كانت عليه في أي جيل من الأجيال أدرعت بالعلوم الطبيعية واستلامت بالتجارب الفنية وقامة قومة أطاشت بها الأحلام وزعزعت بها أطواد الأفئدة تصيح على وجوه الناس الحس الحس التجربة التجربة إياكم والوهم احذروا الخيال. فلم يلبثوا على غلوائهم ردحاً من الزمن حتى قرعهم الله بقارعة (الإسبرتزم) مذهب استحضار الأرواح فإذا هم حيارى لا يدرون ما يفعلون فقاوموه وشنعوا عليه وعلى أشياعه ثم جالوا فيه جولة حسية وإذا بأماثلهم يقولون كما يقول الأستاذ الطائر الصيت أحد أركان العلوم الفزيولوجية العصرية (روسل ولاس) الإنجليزي مكتشف ناموس (الانتخاب الطبيعي) قال في كتابه (معجزات العصر الحاضر) لقد كنت دهرياً صرفاً مقتنعاً بمذهبي تمام الاقتناع ولم يكن في ذهني أدنى محل للتصديق بحياة روحية ولا بوجود عامل في هذا الكون كله غير المادة وقوتها ولكني رأيت أن المشاهدات الحسية لن تغالب فإنها قهرتني وأجبرتني على اعتبارها أشياء مثبتة قبل أن أعتقد نسبتها إلى الأرواح بمدة طويلة ثم أخذت هذه المشاهدات مكاناً في عقلي شيئاً فشيئاً ولم يكن ذلك بطريقة نظرية تصورية ولكن بتأثير المشاهدات التي كان يتلو بعضها لبعضاً بطريقة لا يمكن التخلص منها بوسيلة أخرى (أي بغير نسبتها إلى الأرواح) أ. هـ.
يقول روسل ولاس هذا ومن هو روسل ولاس ويردد قوله أخوانه اللوف من علماء الأرض كما تراه في كلمة (إسبرتزم) ولكن يوجد من الناس هنا من يدعي أن هؤلاء هاذون. وإذا كان هؤلاء هاذين فمن هم المدققون الحسيون بخ بخ ولماذا هم هاذون؟ ألأنهم قاموا يثبتون عالم ما وراء الطبيعة ويقولون أن الإنسان روحاً خالدة بعد الموت؟
هذه مقالة جاء بها رسول ومال الناس إليها قديماً وحديثاً فهل يصح أن يوصم بالجنون من قام يثبت مذهب الأنبياء والصديقين؟
نحن نقول كما يقول علماء أوروبا أن تلك الخوارق منسوبة للأرواح ولكن نقول أن تلك المدهشات كافية في إثبات عالم ما وراء الطبيعة وأنها برهنت بالحس على أن وراء المادة حياة روحية عالية جداً وهذا كاف لتهدئ النفوس على مستقبلها وتعزية المصابين في