للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهمزتين (١). وقرأ أبو جعفر بمد بين الهمزة الأولى والثانية المسهلة، وورش - من طريق الأصبهاني - واختلف عن هشام في المد والقصر مع التحقيق، ولا يجوز المد مع القراءة بالبدل.

قوله تعالى: {لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة: ٢٤] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس بكسر اللام وتخفيف الميم، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الجيم (٢).

* * *


= والقصر فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي وغيه. وفاقًا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة أَئْمِمَة على وزن أفعلة جمع إمام نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم وكان القياس إبدال الهمزة ألفًا لسكونها بعد فتح لكن لو قالوا آمة لالتبس بجمع آم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها وكان ياء لانكسارها فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر قال فيه والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٧١).
(١) التحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص ٩١، وشرح طيبة النشر للنويري ٤/ ٩، والمبسوط في القراءات العشر ص ١٢٦).
(٢) حجة من فتح وشدّد أنّه جعل {لَمَّا} التي فيها معنى المجازاة، كما تقول: أحسنت إليك لمَّا جِئتني، والتقدير: لمّا صبروا على الطاعة جعلناهم أئمة، وقيل: إن {لَمَّا} بمعنى الظرف، أي بمعنى حين، أي جعلناهم أئمة حين صبروا (النشر ٢/ ٣٤٧، المبسوط ص ٣٥٤، شرح طيبة النشر ٥/ ١٤١، معاني القراءات ٢/ ٣٣٢، السبعة ص ٥١٦، التيسير ص ١٧٧، زاد المسير ٦/ ٣٤٤، تفسير ابن كثير ٣/ ٤٦٣، تفسير النسفي ٣/ ٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>