للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سورة المائدة) (١)

قوله تعالى: {وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} [٢] ليس لورش - هنا - غير وجه واحد لأجل السبب الثاني، وهو السكون (٢).


(١) هي سورة مدنية إلا قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] وآياتها مائة وعشرون آية بالكوفي، ومائة واثنتان وعشرون بالشامي، ومائة وثلاث وعشرون بالبصري (انظر شرح طيبة النشر ٤/ ٢٢٥).
(٢) إذا اجتمع سببان قوي وضعيف عمل بالقوى وألغي الضعيف إجماعًا، وقد نظم بعض علماء القراءات مراتب المدود فقال:
أقوى المدود لازم فما اتصل … فعارض فذو انفصال فبدل
وإذا كان الهمز قبل حرف المد واتصلا فأجمعوا على قصره لأنه إنما مد في العكس ليتمكن من لفظ الهمزة كما تقدم وهنا قد لفظ بها قبل المد فاستغنى عنه إلا ورشًا من طريق الأزرق فإنه اختص بمده على اختلاف بين أهل الأداء في ذلك على ثلاثة أوجه: المد والوسط والقصر، سواء كانت الهمزة في ذلك محققة {كآتي - نأي - لئلا - دعائي - المستهزئين - وأتوا - رؤوف - متكئون} أو مغيرة بالتسهيل بين بين كـ {أأمَنُتم} الأعراف ١٢٣ في الثلاثة، و {أَآلِهَتُنَا} بالزخرف ٥٨ و {جاء آل لوط} بالحجر ٥٩ والقمر ٣٤، أو بالبدل نحو {هؤلاء آلهة} {من السماء آية} أو بالنقل نحو {الآخرة - الإيمان - آلْآن - من آمن - ابني آدم - ألفوا آباءهم - قل أي - قد أويت} فروى ابن سفيان ومكي والمهدي وابن شريح والهذلي والخزاعي وابن بليمة والأهوازي والحصري وغيرهم زيادة المد في ذلك كله ثم اختلفوا في قدرها فذهب جمهور من ذكر إلى التسوية بينه وبين ما تقدم على الهمز.
وذهب الداني والأهوازي وابن بليمة وغلام الهراس إلى التوسط، وذهب إلى القصر طاهر بن غلبون وبه قرأ الداني عليه وهو في تلخيص ابن بليمة. واختاره الشاطبي والجعبري والثلاثة جميعًا في إعلان الصفراوي والشاطبية. وما ذكر عن جمهور القائلين بالمد من التسوية بينه وبين ما تقدم فيه حرف المد يعارض قول الجعبري المد هنا دود المتقدم والمصير إلى قولهم أولى. ثم أن محل جواز الثلاثة المذكورة ما لم يجتمع مع السبب المذكور سبب أقوى منه كالهمز المتأخر عن حرف المد والسكون اللازم نحو: {رأى أيديهم} {وجاءوا أباهم} وصلًا ونحو {آمِّينَ الْبَيْتَ} المائدة ٢ فيجب المد وجهًا واحدًا مشبعًا عملًا بأقوى السببين وهو معنى قول ابن الجزري في الطيبة:
وأقوى السببين يستقل
فإن وقف على نحو {جاءوا} جازت له الثلاثة وخرج بفيد اتصال الهمز لحرف المد نحو {أولياء أولئك - جاء أجلهم - في السماء إله - ءأمنتم من} حالة إبدال الهمزة الثانية حرف مد فلا يجوز المد بل يتعين إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>