للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو بكر شعبة، وحفص]

أما شعبة: فهو أبو بكر بن عيَّاش بن سالم الأسدي، واسمه: شعبة، وقيل: محمد، و قيل: مُطرف.

مولده: ولد شعبة سنة خمس وتسعين من الهجرة.

عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة. وعمر دهرًا طويلًا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين. وكان إمامًا كبيرًا عالمًا حجة من كبار أهل السنة وكان يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.

روى القراءة عنه جمع كبير منهم: إسحاق بن عيسى، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأحمد بن جبر، وعبد الجبار بن محمد العطاردي، وعلي بن حمزة الكسائي، ويحيى العليمي، ويحيى بن آدم وغيرهم، ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشرة ألف ختمة.

وتوفي شعبة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة. وروي عن شعبة من طريقين الأول: طريق يحيى بن آدم. والثاني: طريق يحيى العليمي عنه.

* * *

وحفص: هو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز، وكان عالمًا، يعرف بـ "حفيص"، وتعلم قراءة القرآن من عاصم خمسًا خمسًا؛ كما يتعلمه الصبي من المعلم، وكان عالمًا عاملًا، أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب عاصم، ابن زوجته.

مولده: ولد حفص سنة تسعين من الهجرة.

قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ بها، قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان. وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحًا على شعبة بضبط الحروف، وقال الذهبي: هو في

<<  <  ج: ص:  >  >>