للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ الواقِعَةِ) (١)

قوله تعالى: {أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: ٩] وقف عليها حمزة بنقل حركة الهمزة إلى الشين وحذف الهمزة (٢)، والباقون بعدم النقل، وأمال الكسائي (٣) الهاء في الوقف على أصله.

قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ} [الواقعة: ١٧] قرأ حمزة، ويعقوب: بضم الهاء (٤)، والباقون بالكسر.

قوله تعالى: {وَلَا يُنْزِفُونَ} [الواقعة: ١٩] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: بكسر الزاي (٥)، والباقون بالفتح.


(١) هي سورة مكية. آياتها ست وتسعون آية بالكوفي، وسبع وتسعون بالبصري، وتسع وتسعون آية بالشامي (شرح طيبة النشر ٦/ ٣٥).
(٢) (شرح طيبة النشر ٢/ ٣٠٩).
(٣) لم يذكر المصنف حمزة بخلف عنه في القراءة في هذا الحرف، قال ابن الجزري:
والبعض عن حمزة مثله نما
(٤) قرأ يعقوب وحمزة {عَليْهِمْ} و {إِلَيْهِمْ} و {لَدَيْهِمْ} بضم كسر الهاء في الثلاث حال وصله ووقفه، ويفهمان من إطلاقه إذا كانت لجمع مذكر ولم يتلها ساكن علم مما بعد، قال ابن الجزري:
عليهمو إليهمو لديهمو … بضم كسر الهاء (ظ) ـبي (فـ) ـهم
(شرح طيبة النشر ٢/ ٥٢).
(٥) قال ابن الجزري:
ينزفوا (فـ) ـز بضم … زا ينزفوا اكسر (شفا) الاخرى (كفا)
وحجة من كسر أنه جعله من "أنزف ينزف" إذا سكر، والمعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي: تبعد عقولهم، كما تفعل خمر الدنيا، وقيل: هو من أنزف ينزف إذا فرغ شرابُه، فالمعنى: ولا هُم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفدُ شراب الدنيا، فالمعنى الأول مِن نَفاد العقل، والثاني مِن نَفاد الشراب، والأحسن أن يُحمل على نفاد الشراب، لأن نفاد العقل قد نفاه عن خمر الجنة في قوله: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي: لا تَغتال عقولهم فتُذهبها، فلو حُمل {يُنْزِفُونَ} على نفاد العقل لكان المعنى مكررًا، وحَمْلُه على معنيين أَولى، وأما الذي في الواقعة فيحتمل وجهين، لأنه ليس قبله نفي عن نفاد العقل بالخمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>