للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩ - يعقوب الحضرمي البصري]

وهو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، مولاهم البصري، أحد القراء العشرة، قرأ على أبي المنذر سلام بن سليمان المزني مولاهم الطويل، وعلى شهاب بن شرنفة، وعلى أبي يحيى مهدي بن ميمون المعولي، وعلى أبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي.

كان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه وانتهت إليه رياسة الإقراء بعد أبي عمرو، وكان إمامًا كبيرًا، ثقة، صالحًا، عالمًا، ديِّنًا، وكان إمام جامع البصرة سنين. قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات، ومذاهبها، وعللها ومذاهب النحاة، وهو أروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء. وقال أبو الحسن بن المنادي: في أول كتاب الإيجاز والانتصار في القراءات الثمان: كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه. وقال أبو عمرو الداني: سمعت طاهر بن غلبون يقول: إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب. ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، فكان إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءته حتى المائة التاسعة زمن ابن الجزري الذي استنكر قول من عد قراءته من الشواذ؛ فقال: فليعلم أنه لا فرق بين قراءة يعقوب وقراءة غيره من السبعة عند أئمة المحققين، وهو الحق الذي لا يحيد عنه. وكذلك أدركناهم. وكان يعقوب فاضلًا تقيًا، ورعًا زاهدًا، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة. توفي يعقوب وله ثمان وثمانون سنة.

وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، وأبو حاتم السجستاني، وأيوب بن المتوكل، وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد بن شاذان وأبو عمرو الدوري.

وأشهر من روى عنه هما: راوياه: رويس، وروح.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>