للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سورة المجادلة) (١)

قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} [١] قرأ أبو عمرو، وهشام، وحمزة، والكسائي، وخلف: بإدغام دال {قَدْ} في السين، والباقون بالإظهار (٢).

قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [٢] {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ} [٣] قرأ عاصم بضم الياء التحتية وتخفيف الظاء وبعدها ألف وكسر الهاء (٣)، وقرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الياء وتشديد الظاء وألف بعدها وفتح الهاء مخففة (٤)، وقرأ البافون وهم: - نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب -: بتشديد الظاء وفتح الياء قبلها وتشديد الهاء، ولا ألف بين الظاء والهاء (٥).


(١) هي سورة مدنية. آياتها واحد وعشرون آية بالحجازي، واثنان وعشرون في غيره (شرح طيبة النشر (٦/ ٤٤).
(٢) قال: ابن الجزري:
بالجيم والصفير والذال ادغم … قد وبضاد الشين والظا تنعجم
حكم شفا لفظا وخلف ظلمك … له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الذال فيها وافقا … ماض وخلفه بزاي وثقا
(٣) قال ابن الجزري:
وامدد وخف ها يظهروا كنز ثدى … وضم واكسر خفف الظا (نـ) ـل معا
وحجة من قرأ بضمّ الياء مخفّفا أنه بناه على: ظاهر يظاهر، فلا تاءَ فيه يوجب إدغامها التشديدُ، فخفّفت الظاء لذلك، وخفّفت الهاء، لأنها مخففة في الأصل في: ظاهر يظاهر.
(٤) قال ابن الجزري:
وامدد وخف تظهروا (كنز) (ثـ) ـدي
وحجة من قرأ بألف أنه بناه على "تفاعل"، فأصله "تظاهروا يتظاهرون"، ثم أُدغمت التاء في الظاء، على ما قدَّمنا، فوقع التشديد في الظاء لذلك، وخُفّفت الهاء، كما كانت مخففة في: تظاهر القوم يتظاهرون، (النشر ٢/ ٣٨٥، الغاية ص ٢٧٢، المبسوط ص ٤٣١، السبعة ص ٦٢٨، التيسير ص ٢٠٩، حجة القراءات ص ٧٠٣).
(٥) وحجة مَن قرأ بغير ألف والتشديد أنه جعل أصله "يَتظهّرون"، على وزن" يتفعّلون" وماضيه "تظهّر" على وزن "تَفعّل"، ثم أدغم التاء في الظاء لقربها منها، وحسُن الإدغام لأنك تنقل الأضعفَ إلى الأقوى، لأن =

<<  <  ج: ص:  >  >>