(٢) هناك كلمات أربع وردت في القرآن وهي {عِوَجًا} الآية ١ أول الكهف، و {مَرْقَدِنَا} بيس الآية ٥٢ و {مَنْ رَاقٍ} بالقيامة الآية ٢٧ {بَل رَانَ} بالمطففين الآية ١٤؛ فحفص بخلف عنه من طريقيه يسكت على الألف المبدلة من التنوين في {عِوَجًا} ثم يقول {قَيِّمًا} وكذا على الألف من {مَرْقَدِنَا} ثم يقول {هذا} وكذا على النون من {من} ثم يقول {راق} وكذا على اللام من {بل} ثم يقول {ران} والسكت هو الذي في الشاطبية كأصلها وروى عدمه الهذلي وابن مهران وغير واحد من العراقيين وغيرهم، وقد كان حفص يقف علي {عِوَجًا} وقفة خفيفة في وصله، وكذلك كان يقف على {مَرْقَدِنَا} في يس، وعلى {مَنْ} من قوله: {مَنْ رَاقٍ} [القيامة: ٢٧] وعلى: {بَل} من قوله: {بَلْ رَانَ} [المطففين: ١٤] قال ابن الجزري: وألفي مرقدنا وعوجا … بل ران من راق لحفص الخلف جا وحجته في ذلك أنه اختار للقارئ أن يُبيِّن بوقفه على {عِوَجًا} أنه وقفٌ تام. فإن {قَيِّمًا} ليس بتابع في إعرابه لـ {عِوَجًا}، إنما هو منصوب بإضمار فِعْل تقديره: أنزله قيمًا، وكذلك وقف على {مَرْقَدِنَا}، ليبيّن أنّ هذا ليس بصفة لـ "المرقد"، وأنه مبتدأ، وليبيّن أنه ليس من قول الكفار، وأنّه من قول الملائكة مستأنف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفار. وكذلك وقف على {مَنْ} في: {مَنْ رَاقٍ}، وعلى {بَلْ} في {بَلْ رَانَ} ليبيّن إظهار اللَّام والنون، لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللَّام والنون. (شرح طيبة النشر ٥/ ٣، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٨٨). (٣) ووجه من قرأ بالتنوين: أنه كلام متصل في الخط، وأن الإدغام فرع، فلا كراهية في (شرح طيبة النشر ٥/ ٣، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٨٨). (٤) قال ابن الجزري: من لدنه للضم سكن وأشم … واكسر سكون النون والضم (حـ) ـرم وحجة من أسكن الدَّال أنها لغة للعرب يسكنون الدَّال. ومنهم من ينقل حركة الدَّال إلى اللَّام فيقولون "لُدْنْ" فيجتمع ساكنان الدَّال والنون، فيكسر النون فيقول "لدْنِ غدوة" وبعضهم يحرك الدَّال لالتقاء السَّاكِنَيْن مع فتح اللَّام فيقول: "لدَن" فيتبع الفتح الفتح، فأما الإشمام فإنه أشم الدَّال الضم، ليدل بذلك على أن أصلها الضمّ، والإشمام في هذا بغير صوت يُسمع، انما هو ضمّ الشفتين لا غير كالإشمام في الْوَقْف على: زيد =