(٢) ما ذكره المؤلف يعوزه التوضيح فقد أغفل الكثير، وتوضيح ذلك: أن كلَّ القراء فتَح {وَأَنَّ} في هذه السورة في أربعة مواضع وهي قوله: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ}، وقوله: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا}، وقوله: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}، وقوله: {أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا}. وكلُ القراء كسَر "إن" في هذه السورة، إذا جاءت بعد فاء الجزاء، وبعد القول نحو: {فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} "٢٣"، ونحو: {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا} "١"، و {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو} "٢٠". واختلفوا بعد ما ذكرنا في فتح "إن" وكسرِها في هذه السورة في ثلاثة عشر موضعًا: وهي قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى} "٣"، و {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ} "٤"، و {وَأَنَّا ظَنَنَّا} "٥"، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ} "٦"، {وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا} "٧"، {وَأَنَّا لَمَسْنَا} "٨"، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ} "٩"، {وَأَنَّا لَا نَدْرِي} "١٠"، {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} "١٤"، {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ} "١١"، {وَأَنَّا ظَنَنَّا} "١٢"، {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا} "١٣"، فهذه اثنا عشر موضعًا أولها: {وَأَنَّهُ تَعَالَى} وآخرها على التوالي {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} والثالث عشر قوله: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ} "١٩"، فقرأ جميعَ ذلك الحرميان، وأبو بكر وأبو عمرو بالكسر، غير أن أبا عمرو وابن كثير فَتَحا {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ} هذا وحده، وقرأ الباقون بالفتح في جميعها، قال ابن الجزري: وفتح أن ذي الواو (كـ) ـم … (صحب) تعالى كان (ثـ) ـن (صحب) (كسا) والكل ذو المساجدا … وأنه لما اكسر تل (صـ) ـاعدا التوجيه: أن من فتح الهمزة في هذه المواضع المختلف فيها كلها فإنه عطفها على {وَأَنَّ} من قوله تعالى {أَنَّهُ اسْتَمَعَ} وقد قيل إنها معطوفة على الهاء من قوله {فَآمَنَّا بِهِ} ومن كسر في ذلك كله فعلى الاستئناف. (شرح طيبة النشر ٦/ ٧٣، ٧٤، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٤٠). (٣) إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد مكسور فقرأها أبو جعفر بالإبدال ياء في {رياء الناس} البقرة: ٢٦٤، =