للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣ - أبو عمرو بن العلاء البصري]

هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين بن الحارث ينتهي نسبه إلى عدنان. إمام القراءات، واللغة، والنحو، شيخ القراء، ومقرئ أهل البصرة، وزعيم المدرسة البصرية النحوية.

مولده: ولد أبو عمرو بمكة سنة سبعين وقيل سنة ثمان وستين، ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة، وسمع أنس بن مالك وغيره من الصحابة، فلذلك عد من التابعين، ويوثقه أهل الحديث، ويصفونه بأنه صدوق. وقرأ بالكوفة والبصرة على جماعات كثيرة، فليس في القراء السبعة أكثر شيوخًا منه. قرأ على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، والحسن البصري، وأبي العالية، وسعيد بن جبير، وعاصم بن أبي النجود، وعبد الله بن إسحاق الحضرمي، وابن كثير المكي، وعكرمة مولى ابن عباس، وقرأ الحسن على حطان، وأبي العالية، وقرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب، وأبيِّ بن كعب.

مر الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة، والناس عكوف عليه، فقال الحسن: من هذا؟ فقالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، لقد كاد العلماء أن يكونوا أربابًا، كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول.

روي عن سفيان بن عيينة؛ أنه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقلت: يا رسول الله، قد اختلفت عليَّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

وكان أبو عمرو لجلالته لا يسأل عن اسمه، وكان من أشراف العرب ووجوههم، مدحه الفرزدق وغيره من الشعراء، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية، وأيام العرب والشعر مع الصدق والثقة والأمانة والزهد والدين.

قال الأصمعي: قال لي أبو عمرو: لولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرئ لقرأت كذا

<<  <  ج: ص:  >  >>