للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالتخفيف.

قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا} [١٥] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين، وإذا قرأ ورش بالفتح، غلَّظ اللام (١)، وإذا قرأ بالإمالة، رقق اللام، والباقون بالفتح، وإذا وصلت {الْأَشْقَى} [١٥]، {الْأَتْقَى} [١٧] بما بعدها، امتنعت الإمالة.

[التكبير]

هو في الأصل سُنَّةُ المكيين عند ختم القرآن العظيم عامة في كل حال، صلاة كانت أو غيرها، وشاع ذلك عنهم، واشتهر، واستفاض، وتواتر، وتلقاه الناس عنهم بالقبول، حتى صار العمل عليه في سائر الأمصار، ولهم في ذلك أحاديث وردت مرفوعة.

قال الشيخ الإمام العالم العلَّامة شيخ القرَّاء والمحدثين والفقهاء بمصر والشام والعراق ومكة واليمن، شمس الدين محمد أبو الخير بن محمد بن الجزري الشافعي - تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته -: أخبرنا عمر بن الحسن شيخنا - بقراءتي عليه - عن أبي الحسن علي بن أحمد، قال: أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا أحمد بن "محمد بن" النقور، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أحمد بن أبي بزة - يعني: البزي - قال: سمعت عكرمة بن سليمان، يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، فلما بلغت و {وَالضُّحَى} [الضحى: ١]، قال لي: كَبِّر حتى تختم؛ فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت {وَالضُّحَى} [الضحى: ١]، قال لي: كبر حتى تختم. وأخبره: أنه قرأ على مجاهد، فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك. وأخبره ابن عباس؛ أن أُبيَّ بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك، رواه الحاكم في مستدركه


(١) غلظ ورش اللام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها.
(انظر إتحاف فضلاء البشر ص ١٢٧، والمهلب ص ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>