دلتنا النصوص على أن المراد بالأحرف السبعة سبع لهجات نزل بها القرآن، ونود أن ننبه بأن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظنُّ كثير من عامة الناس أنها الأحرف السبعة.
وهو خطأ عظيم ناشيء عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات السبع. وهذه القراءات السبع وتحديدها بالسبع بصفة خاصة إنما عرفت واشتهرت في القرن الرابع، على يد الإمام المقرئ ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعة موافقة لعدد الأحرف مع أنه قد ذكر في كتابه "السبعة" ما يربو على خمسة وعشرين إمامًا من أئمة القراءات، ولكن وقع اختياره على سبعة دون غيرهم من هؤلاء الأئمة الكثر، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضًا متوقفًا حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس. وقد كثر تنبيه العلماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.
[معنى الأحرف السبعة]
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة اختلافًا كثيرًا، وفي ذلك يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى في (النشر):
"تتبعتُ القراءات صحيحها وشاذِّها وضعيفها ومنكرها، فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:
١ - إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة، نحو: اليُسْر، اليُسُر.