أما الراوي الأول فهو رويس: وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري. وكنيته أبو عبد الله، ولقبه رويس، أخذ القراءة عن يعقوب الحضرمي، قال الداني: هو من أحذق أصحاب يعقوب. وكان إمامًا في القراءة قيمًا بها، ماهرًا ضابطًا، مشهورًا حاذقًا. قال الزهري: سألت أبا حاتم عن رويس، هل قرأ على يعقوب؟ قال: نعم قرأ معنا، وختم عليه ختمات، وهو مقرئ حاذق.
أخذ القراءة عليه عرضًا أناس كثيرون، منهم محمد بن هارون التمار، وأبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي. توفي رويس بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وروي عن رويس من طرق النخاس بالمعجمة وأبي الطيب وابن مقسم والجوهري أربعتهم عن التمار عنه.
* * *
أما الراوي الثاني: فهو روح: هو روح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي، وكنيته أبو الحسن، عرض على يعقوب الحضرمي وكان مقرئًا جليلًا ثقة ضابطًا، مشهورًا، من أجل أصحاب يعقوب، وأوثقهم، وروى الحروف عن أحمد بن موسى وعبد الله بن معاذ، وهما عن أبي عمرو البصري، روى عنه البخاري في صحيحه وعرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي، وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي، ومحمد بن الحسن بن زياد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله بن محمد الزعفراني، ومسلم بن مسلمة، وأبو عبد الله الزبيري، والحسن بن مسلم ورجال غيرهم. وتوفي سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين.
وروي عن روح من طريقين الأول: طريق ابن وهب. والثاني: طريق الزبيري عنه.
[منهح يعقوب في القراءة]
١ - أنه له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
٢ - أنه يقرأ من رواية رويس لفظ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} كيف وقع في القرآن معرفًا أو منكرًا بالسين.