هو أبو سعيد عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان، وكنيته أبو معبد، ويقال له الداري نسبة إلى بنى عبد الدار، وقال بعضهم: قيل له الداري لأنه كان عطارًا. والعرب تسمي العطار داريًا نسبة إلى دارين، موضع بالبحرين يُجلب منه الطيب.
مولده: ولد الإمام ابن كثير سنة خمس وأربعين، وروى عن عدد من الصحابة ممن لقيهم؛ ومنهم: عبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، وغيرهم.
وأخذ القراءة عرضًا على درباس بن موسى بن عباس، ومجاهد بن جبر، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي، وقرأ عبد الله بن السائب على أبيِّ بن كعب، وعمر بن الخطاب، وقرأ أبيُّ وعمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وكان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة لم ينازعه فيها منازع، وكان قاضي الجماعة بمكة، وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا، طويلًا جسيمًا أسمر اللون، أبيض اللحية، أشهل العينين "والشهلة هي أن يكون سواد العين بين الحمرة والسواد" عليه السكينة والوقار.
وروى عنه القراءة إسماعيل بن عبد الله القِسط، وإسماعيل بن مسلم، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وعبد الملك بن جريج، وابن أبي مليكة، وسفيان بن عيينة، وأبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر الثقفي، ونقل الإمام الشافعي قراءة ابن كثير وأثنى عليها، وقال: قراءتنا قراءة عبد الله بن كثير، وعليها وجدت أهل مكة.
توفي ابن كثير سنة عشرين ومائة بغير شك.
ويعد أشهر من روى عنه القراءة راوياه: وهما البزي، وقنبل.
* * *
أما البزي: فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام، وكنيته: أبو الحسن، وهو فارسي الأصل.