للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ فَاطِرٍ) (١)

قوله تعالى: {مَثْنَى} [١] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة (٢)، وقرأ نافع بالفتح وبين اللفظين (٣)، وقرأ الباقون بالفتح.

قوله تعالى: {مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ} [١] {الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [١٥] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية؛ كالياء، وعنهم -أيضًا- إبدال الثانية واوًا خالصة (٤).

والباقون بتحقيقهما. وإذا وقف حمزة، وهشام على {يَشَاءُ}، أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسُّط والقصر، وعنهما -أيضًا- تسهيلها مع الروم بالمد والقصر، ووقف الباقون على همزة ساكنة.


(١) هي سورة مكية، آياتها أربع وأربعون حمصي، وخمس وأربعون حجازي، وست وأربعون دمشقي (شرح طيبة النشر ٥/ ١٦١).
(٢) سبق قريبًا.
(٣) هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.
(٤) إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا؛ منها: {يَشَاءُ إِنَّ} بآل عمران والنور وفاطر، وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركتها ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط وهذا هو الأوجه في القياس، والأول آثر في النقل، كما في النشر عن الداني، وأما من سهلها كالواو فدبرها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش فتعقبه في النشر بعدم صحته نقلًا وعدم إمكانه لفظًا؛ فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسرة الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضم وكلاهما لا يجوز لا يصح، قال ابن الجزري:
وعند الاختلاف الاخرى سهلن … (حرم) (حـ) ـوى (غـ) ـنا ومثل السوء إن
(شرح طيبة النشر ٢/ ٢٦٨، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>