للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سورة يوسف) (١)

قوله تعالى: {الم} [١] قرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وشعبة بالإمالة محضة (٢). وقرأ نافع - بخلاف عن قالون - بالإمالة بين بين، والفتح (٣).

وقرأ الباقون بالفتح. وسكت أبو جعفر على الألف، وعلى اللام، وعلى الراء سكتة لطيفة (٤).

قوله تعالى: {قُرْآنًا} [٢]، {هَذَا الْقُرْآنَ} [٣] قرأ ابن كثير بنقل حركة الهمزة إلى الراء (٥).

وكذا يفعل حمزة في الوقف (٦).


(١) هي سورة مكية. آياتها مائة وإحدى عشر آية اتفاقًا.
(٢) قال ابن الجزري: ورا الفواتح أمل صحبة كف حاز
وعلة الإمالة: أن الألف التي من هجاء (را) في تقدير ما أصله الياء؛ لأنها أسماء ما يكتب به، ففرق بينهما وبين الحروف التي لا تجوز إمالتها نحو: ما، ولا، وإلا، وهذا هو مذهب سيبويه في إجازة الإمالة، (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ١٨٦، الكتاب لسيبويه ٢/ ٣٤، إيضاح الوقف والابتدا ص ٤٧٩).
(٣) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، وما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.
(٤) سكت أبو جعفر على حروف الهجاء الواردة في فواتح السور جميعًا نحو {الم} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكنه إظهار المدغم فيها والمخفي وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى، قال ابن الجزري:
وفي ها الفواتح كطه ثقف
(انظر شرح طيبة النشر للنويري ٢/ ٣٣٥).
(٥) وقد نقل ابن كثير حركة الهمزة من القرآن معرفًا ومنكرًا إلى الساكن قبلها مع حذفها وصلًا ووقفًا ووجه عدم همز القرآن أنه نقل الهمزة تخفيفًا وهو منقول من مصدر قرأ قرآنًا سمى به المنزل على نبينا - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن الجزري:
كيف جا القرآن (د) ف
(٦) إذا وقعت الهمزة متحركة بأي حركة سواء كانت فتحة، أم كسرة، أم ضمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا، سواء كان صحيحًا، أم واوًا أصلية، أم ياءً أصلية، فإن حمزة يخفف هذا النوع بنقل حركة الهمزة إلى الساكن الذي قبلها، ويحذف الهمزة. ويشمل هذا النوع الهمزة المتوسطة بأي نوع كان، والهمزة المتطرفة، مثال ذلك: =

<<  <  ج: ص:  >  >>