للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ الأَعْلى) (١)

قوله تعالى: {الْأَعْلَى}، {فَسَوَّى}، {فَهَدَى}، {الْمَرْعَى}، {أَحْوَى}، {فَلَا تَنْسَى}، {وَمَا يَخْفَى}، {لِلْيُسْرَى}، {الذِّكْرَى}، {مَنْ يَخْشَى}، {الْأَشْقَى}، {الْكُبْرَى}، {وَلَا يَحْيَى}، {مَنْ تَزَكَّى}، {فَصَلَّى}، {الدُّنْيَا}، {وَأَبْقَى}، {الْأُولَى}، {وَمُوسَى} [١ - ١٩]. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف الجميع: بالإمالة محضة، وقرأ أبو عمرو الرائي محضة، واليائي بين بين (٢)، وقرأ ورش الرائي بين بين، واليائي بخلاف عنه (٣)، والإمالة عنه بين اللفظين أقوى من الفتح، وعن قالون الفتح وبين اللفظين (٤)، والباقون بالفتح.


(١) في سورة مكية آياتها تسع عشرة آية بلا خلاف (شرح طيبة النشر ٦/ ١٠٨).
(٢) هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه … وفتحهُ وما بياء رسمه
ويندرج تحت قوله "وما بياء رسمه" {مُوسَى} {وَعِيسَى} {وَيَحْيَى} كما أمال الثلاثة كل ألف منقلبة عن ياء حيث وقعت في القرآن الكريم سواء كانت في الرسم أو فعل كموسى وعيسى ويحيى والأشقى والهدى، وأتى وسعى إلخ وتعرف ذوات الياء من الأعماء بالتثنية، ومن الأفعال برد الفعل، وقد شاركهم أبو عمرو فيما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء فأمالها إمالة صغرى بين بين، قال ابن الجزري:
وكيف فعلى مع رؤوس الآي (حـ) ـد خلف
والمراد برؤوس الآي عند ورش وأبي عمرو آي السور الإحدى عشر وهي "طه، النجم، القيامة، المعارج، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق" (النشر ٢/ ٣٥، ٣٦، وشرح طيبة النشر ٣/ ٥٥، ٥٦).
(٣) هي رواية ورش من طريق الأزرق عنه فعنه، قال ابن الجزري:
وقلل الرا ورؤوس الآي (جـ) ف … وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أركهمو ورد
(٤) ما ذكره المؤلف عن قالون من أن له الإمالة بين اللفظين غير صحيح ولا يقرأ به.

<<  <  ج: ص:  >  >>