للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٧ - الكسائي الكوفي]

هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي، من أولاد الفرس، من سواد العراق. وروي عنه أنه قيل له: لمَ سميتْ الكسائي؟ فقال: لأني أحرمت في كساء. وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات، قرأ على حمزة، وعليه اعتماده، قرأ عليه القرآن العظيم أربع مرات، وأخذ - أيضًا - عن محمد بن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهداني، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم ورحل إلى البصرة، فأخذ اللغة عن الخليل. قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضًا. وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي. وقال ابن مجاهد: اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة، وكان إمام الناس في القراءة في عصره. وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته. وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي. وقال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم بالغرب، وكان أوحد الناس في القرآن؟ فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخد عليهم فيجمعهم في مجلس، ويجلس على كرسي، ويتلو القرآن من أوله إلى آخره، وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. وقال ابن معين: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي. وكما كان الكسائي إمامًا في القراءات كان إمامًا في النحو واللغة، قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. وكان يؤدب ولدي الرشيد الأمين والمأمون.

وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر أسماءها ولكن لم نرها، ولم نعرف شيئًا منها "كتاب القراءات"، "كتاب النوادر"، "كتاب النحو"، "كتاب الهجاء"،"كتاب مقطوع القرآن وموصوله"، "كتاب المصادر"، "كتاب الحروف"،"كتاب الهاءات".

وتوفي الكسائي سنة تسع وثمانين ومائة على أشهر الأقوال، عن سبعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>