للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ الزُّمَرِ) (١)

قوله تعالى: {الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [٢] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما - بإدغام الباء في الباء (٢)، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {مَا هُمْ فِيهِ} [٣] في مقطوعة من {مَا}.

قوله تعالى: {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [٦] قرأ حمزة، والكسائي، في الوصل: بكسر الهمزة قبل الميم، وكسر حمزة - وحده - الميم (٣)، والباقون بضم الهمزة وفتح الميم،


(١) هي سورة مكية إلا قوله تعالى {قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ} إلى آخر الثلاث آيات، فهي مدنية حيث نزلت في وحشي بن حرب، وهي اثنتان وسبعون آية بالحجازي، وثلاث وسبعون بالشامي، وخمس وسبعون بالكوفي (شرح طيبة النشر ٥/ ١٩٦).
(٢) يقع المثلان من كلمتين في سبعة عشر حرفًا وهي: الباء، والتاء، والثاء، والحاء، والراء، والسين، والعين، والغين، والفاء، والقاف، والكاف، واللام، والميم، والنون، والهاء، والواو، والياء، فإذا كان المثلان من كلمتين فإن أبا عمرو ويعقوب يعممان الإدغام فيهما ويدغمهما بالخلاف ما لم يمنع مانع، وقد ذكرت هذه الموانع في قول ابن الجزري:
وكلمتين عمما
ما لم ينون أو يكن تا مضمر … ولا مشدد وفي الجزم انظر
فإن تملاثلا ففيه خلف … وإن تقاربا ففيه ضعف
(الهادي ١/ ١٣٢).
(٣) قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، في المفرد والجمع، في الوصل خاصة، وتفرد حمزة بكسر الميم مع الهمزة في الجمع وذلك حيث وقع، وذلك إذا كان قبل الهمزة كسرة أو ياء، وقرأ ذلك كله الباقون بضم الهمزة، وكلهم ضم الهمزة في الابتداء. وحجة من كسر الهمزة أنه اسم كثر استعماله، والهمزة حرف مستثقل بدلالة ما أجازوا فيها من البدل والتخفيف والحذف ونقل الحركة، دون غيرها من سائر الحروف. فلما وقع أول هذا الاسم، وهو "أم" حرف مستثقل، وكثر استعماله، ونقل الخروج من كسر، أو ياء إلى ضم همزة، وليس في الكلام "فعل" فلما اجتمع هذا الثقل أرادوا تخفيفه، فلم يمكن فيه الحذف، لأنه إجحاف بالكلمة، ولا أمكن تخفيفه، ولا بدله، لأنه أول، فغيروه بأن أتبعوا حركته حركة ما قبله، ليعمل اللسان عملًا واحدًا، والياء كالكسرة، فإذا ابتدأوا ردوه إلى الضم، الذي هو أصله، إذ ليس قبله في الابتداء ما يستثقل. وقد فعلوا ذلك في الهاء في "عليهم وبهم" أتبعوا حركته حركة ما قبلها، وأصلها الضم، والإتباع في كلام العرب مستعمل كثير.=

<<  <  ج: ص:  >  >>