للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا وقف على {بُطُونِ} فالجميع يبتدئون بضم الهمزة.

قوله تعالى: {يَرْضَهُ لَكُمْ} [٧] قرأ نافع، وحمزة، وحفص، ويعقوب: باختلاس ضمة الهاء، وقرأ السوسي بإسكان الهاء، وقرأ هشام، وأبو بكر، وابن جماز: بالإسكان واختلاس الحركة، وقرأ الدوري، وابن ذكوان، وابن وردان: بالإسكان وإشباع الحركة (١)، والباقون بالإشباع.

قوله تعالى: {لِيُضِلَّ} [٨] قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس - بخلاف عنه -: بفتح الياء التحتية (٢)، والباقون بضمها.


= وحجة من كسر الميم مع الهمزة في الجمع أنه أتبع حركة الميم حركة الهمزة، كما قالوا "عليهي" وكسروا الهاء للياء، وأتبعوا حركة الميم حركة الهاء. فمن قال "عليهمي" بكسر الهاء والميم، هو بمنزلة من كسر الهمزة والميم في قوله: {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: ٧٨]، ومن كسر الهاء وضم الميم في "عليهمو" هو بمنزلة من كسر الهمزة وفتح الميم، في قوله: {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}، ومن ضم الهمزة وفتح الميم في {بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} وهو الأصل بمنزلة من قال "عليهمو" بضم الهاء والميم، فهو الأصل، إلا أن تغيير الهاء، مع الكسرة والياء، أقوى وأكثر وأشهر من تغيير الهمزة مع الياء والكسرة، وذلك لخفاء الهاء وجلادة الهمزة، قال ابن الجزري:
لأمه في أم أمها كسر … ضمًّا لدى الوصل رضى كذا الزمر
والنحل نور النجم تبع فاش
(النشر ٢/ ٢٤٨، إتحاف فضلاء البشر ١/ ٣٨٥، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٧٩)
(١) واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم في مثل قوله {يُؤَدِّهِ} ٧٥ و {وَنُصْلِهِ} النساء: ١١٥، في وقفها وإشمامها الكسر والضم وصلتها بياء أو واو وذلك في ستة عشر موضعًا: في آل عمران أربعة مواضع قوله: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} - {لَا يُؤَدِّهِ}] ٧٥، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} ١٤٥ مكررة في الآية، وفي سورة النساء [{نُوَلِّهِ} - {وَنُصْلِهِ}] ١١٥، وفي سورة النور {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} ٥٢، وفي سورة النمل {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} ٢٨، وفي سورة الزمر {يَرْضَهُ لَكُمْ} ٧، وفي عسق {نُؤْتِهِ مِنْهَا} ٢٠ وفي الزلزلة {خَيْرًا يَرَهُ} {شَرًّا يَرَهُ}] وفي سورة البلد {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وفي سورة طه {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} ٧٥ وفي الأعراف والشعراء {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} ١١١ - ٣٦، هذان مهموزان وغير مهموزين، قال ابن الجزري في باب هاء الكناية:
سكن يؤده نصله نؤته نول … صف لي ثنا خلفهما فناه حل
وهم وحفص اقصرهن كم … خلف طبًى بن ثق
(حجة القراءات لابن زنجلة ج ١/ ص ١٦٦، السبعة ١/ ٢٠٨).
(٢) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ورويس قوله {لِيُضِلُّوا} في إبراهيم، {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} بالحج، و {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ} بالزمر بفتح ياء الثلاث على أنه مضارع ضل اللازم، وكذلك قرأ مرموز (حبر) قوله=

<<  <  ج: ص:  >  >>