للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سورة الصافات) (١)

قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: ١ - ٣] قرأ أبو عمرو، وحمزة، ويعقوب - بخلاف عنهم - بالإدغام في الثلاثة (٢)، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [٦] قرأ عاصم، وحمزة: {بِزِينَةٍ} بالتنوين (٣)، والباقون


(١) هي سورة مكية، آياتها مائة وثمانون آية بالبصري، ومائة واثنان وثمانون آية في غيره (شرح طيبة النشر ٥/ ١٧٩).
(٢) تدغم التاء في عشرة أحرف: الثاء والجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء: ففي الثاء نحو {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ} {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ} واختلف عنه في {الزَّكَاةَ ثُمَّ} بالبقرة و {التَّوْرَاةَ ثُمَّ} [الجمعة: ٥]، لأنهما مفتوحان بعد ساكن فروى إدغامهما ابن حبش من طريق الدوري والسوسي وبذلك قرأ الداني من الطريقين وروى أصحاب ابن مجاهد عنه الإظهار لخفة الفتحة بعد السكون.
وفي الجيم نحو {الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} {وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}.
وفي الذال نحو {الْآخِرَةِ ذَلِكَ} {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} واختلف في {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى} كلاهما من أجل الجزم أو ما في حكمه، وبالوجهين قرأ الداني وأخذ الشاطبي، وأكثر المصريين.
وفي الزاي نحو {بِالْآخِرَةِ هُمْ} {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}.
وفي السين نحو {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ}.
وفي الشين نحو {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} واختلف في {جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: ٢٧] وعلل الإظهار بكون تاء جئت للخطاب وبحذف عينه الذي عبر عنه الشاطبي بالنقصان؛ وذلك لأنهم لما حولوا فعل المفتوح العين الأجوف اليائي إلى فعل بكسرها عند اتصاله بتاء الضمير وسكنوا اللام وهي الهمزة هنا وتعذر القلب نقلوا كسرة الياء إلى الجيم فحذفت الياء للساكنين، ولكن ثقل الكسرة سوغ الإدغام وبالوجهين أخذ الشاطبي وسائر المتأخرين.
وفي الصاد نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصافات: ١].
والضاد نحو {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: ١].
وفي الطاء نحو {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} [هود: ١١٤] واختلف في {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} [النساء: ١٠٢]، لمانع الجزم لكن قوى الإدغام هنا للتجانس وقوة الكسر والطاء ورواه الداني والأكثرون بالوجهين، وأما {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: ٨١]، فأدغمه أبو عمرو وجهًا واحدًا، وفي الظاء نحو {الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي}، وإدغام حمزة يكون مع المد اللازم بخلاف البصريين (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٣٤).
(٣) وحجة من نوّن {بِزِينَةٍ}، وخفض {الكواكب} أنه عدل عن الإضافة، فأثبث التنوين عند عدم الإضافة، وجعل {الْكَوَاكِبِ} بدلًا من {زينة} لأنها هي الزينة للسماء، فكأنه قال: إنّا زينّا السماء الدنيا=

<<  <  ج: ص:  >  >>