للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ النَّازِعَاتِ) (١)

قوله تعالى: {الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا} [٦ - ٧] قرأ أبو عمرو، ويعقوب - بخلاف عنهما -: بإدغام التاء في التاء (٢)، والباقون بالإظهار.

قوله تعالى: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ .. (١٠) أَإِذَا كُنَّا} [١٠ - ١١] قرأ أبو جعفر بالإخبار في الأول. وهو إسقاط الياء التحتية؛ فيقرأ: "إِنَّا"، والاستفهام في الثاني؛ فيحقق الهمزة الأولى المفتوحة، ويسهل الهمزة الثانية المكسورة كالياء، ويدخل بينهما ألفًا، وقرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب: بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وباقي القراء بالاستفهام في الأول والثاني، فالقراء الجميع في الهمزة الأولى في الأول والثاني بتحقيق الهمزة الأولى في الخبر والاستفهام، وأما الهمزة الثانية في الاستفهام: فسهلها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس، والباقون بتحقيقها، وأدخل بينهما في الاستفهام ألفًا: قالون، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وهشام - بخلاف عنه - والباقون بغير إدخال (٣).


(١) هي سورة مكية. آياتها خمس وأربعون لغير الكوفي، وست وأربعون له (شرح طيبة النشر (٦/ ٩٧).
(٢) أدغم أبو عمرو ويعقوب بخلاف عنهما كل حرفين من جنس واحد أو قريبي المخرج ساكنًا كان أو متحركًا، إلا أن يكون مضاعفًا أو منقوصًا أو منونًا أو تاء خطاب أو مفتوحًا قبله ساكن غير متين إلا قوله {قَالَ رَبِّ} و"كاد تَزِيغُ" و {الصَّلَاةَ طَرَفَيِ} و {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} فإنه يدغمها، قال ابن الجزري:
إذا التقى خطًّا محركان … مثلان جنسان مقاربان
أدغم بخلف الدوري والسوسي معًا … لكن بوجه الهمز والمد امنعًا
وقال أيضًا:
وقيل عن يعقوب ما لابن العلا
(الغاية في القراءات العشر ص ٨٠، المهذب ص ٦١).
(٣) اختلف القراء في اجتماع الاستفهامين في أحد عشر موضعًا في القرآن، فقرأ نافع والكسائي في جميع ذلك بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وخالفا أصلهما في موضعين في النّمل والعنكبوت فقرأهما نافع بالخبر في الأول والاستفهام في الثاني. وقرأ الكسائي في العنكبوت بالاستفهام في الأول والثاني، وقرأ في النّمل على أصله، وَيتفهم بالأول، ويُخبر في الثاني، غير أنه يزيد نونًا في الثاني "إننا". وقرأ ابن عامر في =

<<  <  ج: ص:  >  >>