للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ النِّسَاءِ) (١)

قوله تعالى: {وَنِسَاءً} [١] إذا وقف حمزة سهل الهمزة مع المد والقصر (٢)، وله - أيضًا - إبدالها ألفًا مع المد والقصر، وهو ضعيف (٣).

قوله تعالى: {تَسَاءَلُونَ} [١] قرأ عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بتخفيف السين (٤). وقرأ الباقون بالتشديد (٥).


(١) هي سورة مدنية آياتها مائة وخمس وسبعون آية في المدني، ومائة وست وثمانون في الكوفي.
(٢) إذا وقف حمزة فله وجهان فقط هما التسهيل مع المد والقصر، والهمز المتحرك يكون قبله ساكن ومتحرك وكل منهما ينقسم إلى متطرف ومتوسط فأما المتطرف الساكن ما قبله فلا يخلو ذلك الساكن من أن يكون ألفًا أو ياء أو واوًا زائدتين أو غير ذلك والمراد بالزائد هنا ما زاد على الفاء والعين واللام، فإن كان ألفًا نحو {جاء} و {السفهاء} و {نساء} ومنه {الماء} و {على سواء} فيسكن للوقف ثم يبدل ألفًا من جنس ما قبله فيجتمع ألفان فيجوز حلف إحداهما للساكنين فإن قدر المحذوف الأولى وهو القياس قصر؛ لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ساكنة فلا مد كألف {تأمر} وإن قدر الثانية جاز المد والقصر؛ لأنها حرف مد قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف، ويجوز إبقاؤهما للوقف فيمد لذلك مدًا طويلًا ليفصل بين الألفين، ويجوز التوسط كما نص عليه أبو شامة وغيره من أجل التقاء الساكنين قياسًا على سكون الوقف، قال ابن الجزري في باب وقف حمزة وهشام على الهمز:
إلا موسطًا أتى بعد ألف … سهل
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٩٠).
(٣) قال هو قول شاذ لا يقرأ به ولا يتعبد بتلاوته.
(٤) قال ابن الجزري:
تساءلون الخف كوف
فالحجة لمن خفف أنه أراد تتساءلون فأسقط إحدى التاءين تخفيفًا. (الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج ١/ ص ١١٨، النشر ٢/ ٢٤٧، السبعة ص ٢٢٦).
(٥) والأصل تتساءلون فأبدلت التاء الثانية سينًا فرارًا من تكرير المثل، والتاء تشبه السين في الهمس (إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات ١/ ١٦٥، النشر ٢/ ٢٤٧، التيسير ص ٩٣، الغاية ص ١٣٢، زاد المسير ٢/ ٢، السبعة ص ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>