١ - زيادة فوائد جديدة في تنزيل القرآن: ذلك أن تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تفيد معنى جديدًا، مع الإيجاز بكون الآية واحدة. ومن أمثلة ذلك قوله تعالى في آية الوضوء:{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}[المائدة: ٦]، قرئ:{وَأَرْجُلَكُمْ} بالنصب عطفًا على المغسولات السابقة، فأفاد وجوب غسل القدمين في الوضوء، وقرئ بالجر، فقيل: هو جرّ على المجاورة، وقيل: هو بالجر لإفادة المسح على الخفين، وهو قول جيد.
٢ - إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها: وذلك أن الكتب السابقة نزولًا قبل القرآن فإنما نزلت بحرف واحد، وأنزل كتابنا القرآن بأحرف سبعة، بأيها قرأ القارئ كان تاليًا لما أنزله الله تعالى.
٣ - خصوصية هذه الأمة باتصال سندها إلى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه ميزة لم تتميز بها أمة سابقة.
٤ - الإعجاز وإثبات الوحي: فالقرآن الكريم كتاب هداية يحمل دعوتها إلى العالم.
[أنواع القراءات حسب أسانيدها]
قسم علماء القراءة القراءات بحسب أسانيدها إلى ستة أقسام:
الأول: المتواتر: وهو ما نقله جمع غفير لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى المسند، وهذا النوع يشمل القراءات العشر المتواترات.
الثاني: المشهور: وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق العربية والرسم واشتهر عن القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ ويقرأ به على ما ذكر ابن الجزري وأبو شامة، ومثاله: ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذى قبله، ومن أشهر ما صنف في ذلك (التيسير) للداني و (قصيدة الشاطبي) و (النشر في القراءات العشر) و (تقريب النشر) كلاهما لابن الجزري.
الثالث: الآحاد: وهو ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار