للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سُورَةُ المَسَدِ) (١)

قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: ١] قرأ ابن كثير بإسكان الهاء، والباقون بالفتح (٢). واتفقوا على فتح الهاء من {ذَاتَ لَهَبٍ} [المسد: ٣] ومن {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [المرسلات: ٣١]؛ لتناسب الفواصل، ولثقل العلم بالاستعمال، والله أعلم.

قوله تعالى: {مَا أَغْنَى} [المسد: ٢] {سَيَصْلَى} [المسد: ٣] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة، وعن نافع الفتح وبين اللفظين، وإذا فتح ورش، غلَّظ اللَّام (٣)، وإذا أمال، رققها.

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: ٤] قرأ عاصم بنصب التاء بعد اللَّام (٤).


(١) هي سورة مكية. آياتها خمس آيات بلا خلاف (شرح طيبة النشر ٦/ ١٤٣).
(٢) قال ابن الجزري:
وها أبي لهب سكن (د) بنا
إسكان الهاء وفتحها لغتان كـ "النَّهَر والنَّهْر، والسَّمَع والسَّمْع" وإنما يكون هذا فيما كان حرفُ الحَلقِ فيه عينَ الفحل أو لامَه في هذا الوزن.
(شرح طيبة النشر ٦/ ١٤٣، النشر ٢/ ٤٠٤، الغاية ص ٢٩٤، السبعة ص ٧٠٠، حجة القراءات ص ٧٧٦).
(٣) غلظ ورش اللَّام من طريق الأزرق وذلك لمناسبة حروف الاستعلاء، وقاعدته: هي أن كل لام مفتوحة وقبلها حرف الطاء أو الظاء أو الصاد؛ فورش من طريق الأزرق يغلظ هذه اللَّام بشرط فتح هذه الحروف أو سكونها. (انظر إتحاف فضلاء البشر ص ١٢٧، والمهذب ص ٤٦).
(٤) قال ابن الجزري:
وحمالة نصب الرفع (نـ) ـم
وحجة من قرأ بالنَّصب: أنه على الذمّ لها؛ لأنَّها كانت قد اشتهرت بالنَّميمة، فجرَت صفتُها على الذّمِ لها، لا للتخصيص، وفي الرفع أيضًا ذمٌّ، لكن هو في النصب أبين؛ لأنك إذا نُصِبَت لم تقصد إلى أن تزيدها تعريفًا وتبيينًا، إذ لم تُجرِ الإعراب على مثل إعرابها، إنما قصدت على ذمِّها، لا لتخصيصها من غيرها =

<<  <  ج: ص:  >  >>