للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(سورة القصص) (١)

قوله تعالى: {طسم} [١] قرأ حمزة، وشعبة، والكسائي، وخلف: بإمالة الطاء (٢)، والباقون بالفتح. وأظهر النون من (سين) قبل الميم: حمزة، وأبو جعفر (٣)، وأدغمها الباقون (٤). وسكت أبو جعفر سكتة لطيفة من غير تنفس على الطاء والسين والميم (٥)، والباقون بغير سكت.

قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} [٤] لم يمل أحد {عَلَا}؛ لأنه واوي؛ لأنه من العلو، تقول: علوت، وتقول: علا يعلو.

قوله تعالى: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} [٥] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر،


(١) هي سورة مكية قيل إلا قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} إلى {الْجَاهِلِينَ} فمدني وقال ابن سلام: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} نزلت بالجحفة وقت الهجرة إلى المدينة وآيها ثمان وثمانون (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج ١/ ص ٤٣٤).
(٢) اختلف في الطاء من طه وطسم الشعراء والقصص وطس النمل فأمالها من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي (ج ١/ ص ١٢١).
(٣) حجة من أظهر أنّ هذه الحروف المقطعة مبنية على الانفصال والوقف عليها ولذلك لم تعرب، فجرت في الإظهار على تحكم الوقف عليها وانفصالها مِمّا بعدها. فإن قيل: فلم لم يظهر النون في {عسق} وما الفرق بين ذلك؟ فالجواب: أنّ النون لمّا كانت في {طسم} مدغمة مغيرة عن لفظها أظهرها، ليبين أصلها بالوقف عليها. ولمّا كانت في {عسق} مخفاة في السين وفي القاف، والإخفاء كالإظهار، إذ لا تشديد في أبقاها على حالها، إذ الإخفاء والإظهار أخوان، لا يزول لفظ النون في الإخفاء كالإظهار ويزول لفظها في الإدغام فهو فرق بيّن.
(٤) حجة من أدغم أنّ هذه الحروف لمّا كانت متصلة بعضها ببعض، لا يوقف على شيء منها دون شيء، ولا يفصل في الخط شيء عن شيء أدغم لاشتراك النون مع الميم في الغنّة، ولأنه يدغم في غير هذا، فأجرى هذا على كل ما تَلقى فيه النون الساكنة الميمَ نحو: (مِنْ ما ومَنْ معه).
(٥) يسكت أبو جعفر على حروف الهجاء الوارة في فواتح السور جميعًا نحو {آلم} {آلر} {كهيعص} {طه} {طسم} ويلزم من سكته إظهار المدغم فيها والمخفى وقطع همزة الوصل بعدها. ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى (انظر شرح طيبة النشر للنويري (٢/ ٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>