للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختاره القاضي الباقلاني وابن حزم والداودي وغيرهم. قال الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنَّما حذفوا منها ما لم يثبت متواترًا، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى، وليست متضاربة ولا متنافية (١).

وقال الداودي: وهذه القراءات السبع التي يقرأ الناس اليوم بِها ليس كل حرف منها هو أحد تلك السبعة، بل تكون مفرقة فيها (٢).

ثالثًا: أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، متضمنة لما ثبت في العرضة الأخيرة. قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمُها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي على جبريل، متضمنة لَها، لم تترك حرفًا منها.

قال: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة، والآثار المستفيضة تدلُّ عليه، وتشهد له (٣). وهذا الرأي هو الذي أميل إليه وأرجحه.

* * *


(١) صحيح مسلم بشرح النووي (١٠٠٦)، والبرهان في علوم القرآن (١/ ٢٢٣ - ٢٢٤).
(٢) المرجع السابق.
(٣) النشر في القراءات العشر (٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>