للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصحيح عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد الإمام، بمكة، عن محمد بن علي بن زيد الصايغ، عن البزي، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجه البخاري ولا مسلم.

قلت: لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي، وسائر الناس رَوَوْهُ موقوفًا على ابن عباس ومجاهد وغيرهما. وروينا عن الإمام الشافعي - رضي الله عنه - أنه قال: إن تركت التكبير، فقد تركت سنة من سنن نبيك - صلى الله عليه وسلم -؛ قال لنا شيخنا الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -: وهذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث، وقد صح عن ابن كثير التكبير من روايتي البزي، وقنبل وغيرهما، وقرأنا به من رواية السوسي، عن أبي عمرو.

فأما البزي: فلم يختلف عنه، واختلف عن قنبل: فجمهور المغاربة لم يَرْوُوهُ عنه؛ كما في "التيسير"، و"الكافي" و"العنوان" و"التذكرة" و "التبصرة" و"الهادي" و"تلخيص ابن بليمة" و"إرشاد أبي الطيب"، ولكن جمهور العراقيين رَوَوْهُ عنه؛ كما في "المستنير" و"الجامع" و"الوجيز" و"إرشاد القلانسي" و "مبهج سبط الخياط" و"كفايته" و"غاية أبي العلاء"، و"تلخيص أبي معشر" وغيرها، وهو - أيضًا - أحد الوجهين في "الهداية" و"التجريد" و"الشاطبية" و"الإعلان" و"مفردات الداني" و"جامعه".

وأما السوسي: فقطع له به الحافظ أبو العلاء في "غايته" من جميع طرقه، ولم يذكر له فيه خلافًا، وقطع به له صاحب "التجريد" من طريق ابن حبش؛ وذلك من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ}. فقط.

وقد كان بعض أئمة القرَّاء يأخذون به عن جميع القراء كل ذلك في وجه البسملة، وكان بعضهم يأخذ به في أول كل سورة من جميع القرآن، وذلك - فيما أحسب - اختيار منهم، والله أعلم.

كل هذا كلام ابن الجزري - رحمه الله - ثم قال: وأما لفظ التكبير: فلم يختلف أنه "اللهُ أَكْبَرُ" قبل البسملة، وهذا الذي لم يذكر العراقيون - من طريق أبي ربيعة، عن البزي - سواه، وكذا من روى التكبير عن قنبل من المغاربة والمصريين، وقد زاد جماعة قبله التهليل، وهو من طريق ابن الحباب وغيره عن البزى. ورواه جمهور العراقيين عن قنبل

<<  <  ج: ص:  >  >>