للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من طريق ابن مجاهد وغيره، ولم يروه أحد - فيما نعلم - عن السوسي، وهو زيادة حسنة ثبت رواتها وصح سندها.

قال ابن الحباب: سألت البزي عن التكبير، كيف هو؟ قال: "لا إله إلا الله، والله أكبر".

روينا في "السنن الكبرى" للنسائي، بالإسناد الصحيح، عن الأغر، أبي مسلم قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - أنهما شهدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ العَبدَ إذَا قَالَ: لا إلَهَ إلا اللهُ، وَاللهُ أكبَرُ، صَدَّقَهُ رَبُّهُ"، وزاد بعض الآخذين عن ابن الحباب، بعد ذلك: "وللهِ الحَمْدُ"، وهي طريق عبد الواحد بن عمرو، عنه، ويشهد لها ما رويناه عن عليٍّ - رضي الله عنه -: "إذا قَرَأْتَ القُرآنَ، فَبَلَغْتَ قِصَارَ المُفَصَّلِ، فاحْمَدِ الله وَكَبِّره".

ثم اختلف رواة التكبير من أي موضع يبتدأ به، وعلى أي موضع ينتهي: فرواه الجمهور من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ} أو من آخر {وَالضُّحَى} على خلاف؛ مبناه: هل التكبير لأول السورة أو لآخرها؟ فنص صاحب "التيسير" على أنه من آخر الضحى؛ وكذلك شيخه أبو الحسن بن غلبون، ووالده أبو الطيب، وصاحب "العنوان"، و"صاحب الكافي"، و"صاحب الهداية"، و"صاحب الهادي"، وابن بليمة، وأبو معشر، ومكي، والهذلي، والشنبوذي، وغيرهم. ونص صاحب "المستنير" على أنه من أول {أَلَمْ نَشْرَحْ}؛ وكذا أبو العز في "إرشاده"، والحافظ أبو العلاء، وصاحب "التجريد"، وأبو الحسن الخياط، وصاحب "الجامع"، وغيرهم ممن لم يروه من أول الضحى. وروى الآخرون التكبير من أول الضحى، وهو الذي في "الروضة" لأبي عليّ، وبه قرأ ابن الفحَّام على الفارسي والمالكي؛ وبه قطع صاحب "الجامع"، إلا من طريق ابن فرح، عن البزي، وإلا من طريق نظيف، عن قنبل؛ وبه قطع أبو العلاء الحافظ للبزي، ولقنبل من طريق ابن مجاهد، وفي "إرشاد" أبي العز من طريق النقاش، عن أبي ربيعة، وفي "كفايته" للبزي، ولقنبل من طريقيه، وفي "المستنير" من طرق عن البزي، وقنبل وغيرهما، وفي "المبهج" - أيضًا - قال الداني في "جامعه": إنه قرأ به على الفارسي، عن

<<  <  ج: ص:  >  >>