للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا من الحروف كذا وكذا. وقال ابن كثير في (البداية والنهاية): كان أبو عمرو علامة زمانه في القراءات والنحو والفقه، ومن كبار العلماء العاملين، وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر حتى ينسلخ إنما كان يقرأ القرآن. وتوفي أبو عمرو في قول الأكثرين: سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك.

وروى عنه القراءة أناس لا يحصون كثرة، منهم:

عبد الله بن المبارك، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وأبو زيد الأنصاري، والأصمعي، وسيبوبه ويونس بن حبيب شيخا النحاة. وأخذ عنه النحو يونس بن حبيب، وسيبويه والخليل بن أحمد ويحيى اليزيدي. وأخذ عنه الأدب وغيره طائفة منهم: أبو عبيدة معمر بن المثنى، والأصمعي، وغيرهم.

ويعد أشهر من روى قراءته هما راوياه: حفص الدوري، والسوسي.

أما الراوي الأول: حفص الدوري: فهو أبو عمر حفص بن عمر المقرئ الضرير، ونسبته إلى الدور، موضع ببغداد بالجانب الشرقي.

مولده: ولد سنة خمسين ومائة في الدور في أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور وكان إمام القراءة في عصره، وشيخ الإقراء في وقته، ثقة ضابطًا كبيرًا وهو أول من جمع القراءات، قال الأهوازي: رحل في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئًا كثيرًا وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه ومن مصنفاته: (ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن)، (أحكام القرآن والسنن)، (فضائل القرآن)، (أجزاء القرآن).

وروى القراءة عنه أناس كثيرون منهم أحمد بن حرب شيخ المطوعي، وأبو عبد الله الحداد، وغيرهم كثير.

قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري.

وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه، وقال أبو حاتم عنه: صدوق.

طال عمره في القراءة والإقراء، والأخذ والتلقين. وانتفع الناس بعلمه في سائر الآفاق

<<  <  ج: ص:  >  >>