للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [٣٠] قرأ ابن كثير، وشعبة بفتح الياء التحتية (١)، وقرأ الباقون بكسرها (٢).

قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} [٣٠] قرأ ابن كثير، وابن عامر بالنون مضمومة، وكسر العين مشددة، "العَذَاب" بنصب الباء، ونصب "العَذَاب" (٣)، وقرأ أبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب بالياء التحتية مضمومة وتشديد العين مفتوحة ورفع العذاب (٤)، وقرأ الباقون بالياء التحتية مضمومة وألف بعد الضاد وفتح العين مخففة، ورفع {الْعَذَابُ}.


(١) وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي يبين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات. قال ابن الجزري:
وصف دما بفتح يا مبينة
(الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٨٣)
(٢) وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين من نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. و {الفاحشةُ} الزنا في قول الحسن والشعبي، أي: إن زنت المرأة أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخرساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: {وَلَا يَزْنِينَ} فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهن في العدة. (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٨٢).
(٣) وحجة من قرأ بالنون والتشديد، وكسر العين، ونصب "العَذَابَ": على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه بذلك، فانتصب العَذَابُ بوقوع الفعل عليه. قال ابن الجزري:
ثقل يضاعف (كـ) ـم … (ثـ) ـنا (حق)
(شرح طيبة النشر ٥/ ١٤٦، النشر ٢/ ٢٤٨، السبعة ص ٥٢١، المبسوط ص ٣٥٧، الغاية ص ٢٣٨).
(٤) وحجة من قرأ بالياء والتشديد، وحذف الألف: أنه قرأ ذلك على أن الفعل لم يسمّ فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جلّ ذكره، فأقاموا {الْعَذَابِ} مقام الفاعل، فرفعوا، قال ابن الجزري:
ويا والعين فافتح بعد رفع (١) حفظ (حـ) ـيا
(ثـ) ـوى (كفى)
(شرح طيبة النشر ٥/ ١٤٦، النشر ٢/ ٢٤٨، السبعة ص ٥٢١، المبسوط ص ٣٥٧، الغاية ص ٢٣٨، المهذب ٢/ ١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>