للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ ورش (١)، وقنبل، وأبو جعفر، ورويس بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين. وعن ورش وقنبل -أيضًا- إبدال الثانية حرف مد، وقرأ أبو عمرو بإسقاط الأولى مع المد والقصر، وقرأ الباقون بتحقيقهما.

قوله تعالى: {وَقَرْنَ} [٣٣]، قرأ نافع، وعاصم، وأبو جعفر بفتح القاف (٢).

والباقون بالكسر (٣).


= المصريين على الأول. وقرأ الباقون وهم ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وروح بتحقيق الهمزتين مطلقًا وجه تخفيف الثانية أنها سبب زيادة الثقل فخصت وطردًا للباقين وجمعًا وهو مذهب الخليل وحكاه عن أبي عمرو، ووجه قلبها المبالغة في التخفيف وهو سماعي ووجه الاختلاس مراعاة لأصلها، ووجه التحقيق الأصل.
(انظر: شرح طيبة النشر (٢/ ٦٦٤ - ٢٦٦)، النشر في القراءات العشر باب الهمزتين من كلمتين (١/ ٣٨٢)، المبسوط (ص ٤٢، ٤٣).
(١) هي رواية ورش من طريق الأزرق فقط.
(٢) حجة من قرأ بفتح القاف أنّها لغة من "قرَرْن في المكان"، يقال فيها: قرَرْتُ في المكان أقَرّ، حكاها الكسائي، وأنكرها المازني وغيره، فيكون الأصل "وأقررن في بيوتكن" ثم نقل ما ذكرنا قبل هذا في الوجهين جميعًا، وقيل: إن هذه القراءة مشتقة من "قررتُ به عَينا أَقر" وليس المعنى على هذا. لم يؤمرن بأن تقرّ أعينهن في بيوتهن، إنما أُمرن بالقرار والسكون في بيوتهن، وترك التَّبَرُّج، أو بالوقار في بيوتهن، فهذا هو المعنى الذي عليه التفسير، قال ابن الجزري:
وفتح قرن (نـ) ـل (مدا)
(النشر ٢/ ٣٤٨، المبسوط ص ٣٥٨، شرح طيبة النشر ٥/ ١٤٨، الغاية ص ٢٣٩، معاني القرآن ٢/ ٣٤٢، إعراب القرآن ٢/ ٦٣٤).
(٣) وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل "عِدْن وَزِنَّ" لأنه محذوف الفاء، وأصله واو، فقرّن من وقر يقِر، مثل وعَد يعِد، وأصل يَقر يَوْقِر، كما أن أصل يَعد يَوْعِد، فلمّا وقعت الواو بين ياء وكسرة حُذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل {وقِرن} "وأوقرن"، فحُذفت الواو، على ما علّلنا، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف، فصار الابتداء بقاف مكسورة، ويجوز أن تكون هذه القراءة مشتقة من القرار، وهو السكون، يقال: قَرّ في المكان يَقرّ، على "فَعَل يَقْعِل" فهي اللغة المشهورة المستعملة الفاشية. فيكون الأصل في {وقِرن} "واقِررْن" فتحذف الراء الأولى استثقالًا للتضعيف، بعد أن تُلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ {وقِرن}، وقيل: إنهم أبدلوا من الراء الأُولى ياء، كما فعلوا في "قيراط ودينار"، فصارت الياء مكسورة، كما كانت الراء مكسورة، واستثقلت الكسرة عليها فأُلقيت على القاف، وحُذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، واستُغني عن ألف الوصل لتحرّك =

<<  <  ج: ص:  >  >>