ووجه القراءة على التثنية على أن المراد به الإنسان وشيطانه وهو قرينه، لتقدّم ذكرهما في قوله {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} "٣٦"، فأخبر عنهما بالمجيء على المحشر، يعني الكافر وقرينه. (١) ووجه قراءة من قرأ بالتوحيد، ردّوه على قوله: {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}، فحمل {جَاءَنَا} على {قَالَ} ووحّدهما جميعًا، يريد بذلك "الكافر"، وهو {وَمَنْ} في قوله: {وَمَنْ يَعْشُ}، وهو الضمير في {يَعْشُ}. وفي {لَهُ}، وأتى بلفظ الجمع في قوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} "٣٧" حملًا على معنى {وَمَنْ}، وأتى التوحيد في {يَعْشُ} وفي {لَهُ} حملًا على لفظ {وَمَنْ} (النشر ٢/ ٣٦٩، شرح طيبة النشر ٥/ ٢٢٠، المبسوط ص ٣٩٨، الغاية ص ٢٥٨، زاد المسير ٧/ ٣١٦، وتفسير النسفي ٤/ ١١٩). (٢) فيصير النطق "لبِيْسَ" (انظر إتحاف فضلاء البشر ص ١٤٣، والمهذب ص ٦٤). (٣) سبق بيان حكم الهمزة المفتوحة وقبلها مفتوح، قال ابن الجزري: وعنه سهل اطمأن وكأن … أخرى فأنت فأمن لأملأن (شرح طيبة النشر ٢/ ٢٨٧). (٤) اختلف في {لَا يَغُرَّنَّكَ} الآية ١٩٦ في سورة آل عمران، و {يَحْطِمَنَّكُمْ} بالنمل: ١٨، و {يَسْتَخِفَّنَّكَ} بالروم: ٦٠، و {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ} [الزخرف: ٤١ - ٤٢]؛ فرويس بتخفيف النون مع سكونها في الخمسة واتفق على الوقف له على نذهبن بالألف بعد الباء على أصل نون التأكيد الخفيفة قال ابن الجزري: يغرنك الخفيف يحطمن … أو نرين ويستخفن نذهبن (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٢٣٤).