أنصار نون لام لله زد … (حرم) (حـ) ـلا وحجة من أضاف أنه على معنى: دوموا على ذلك، فهم أنصار الله، قبل قوله لهم: {كُونُوا أَنْصَارَ} وإنما حثَّهم على الثبات والدوام على النصرة لدين الله، ودليل ذلك أن في حرف عبد الله: "أنتم أنصار" على أنهم على ذلك كانوا قبل أمره لهم، فإنما أمرهم بالثبات على ما هم عليه، وهو مثل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} [النساء: ١٣٦] أي: دوموا على الإيمان، ومثله قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ} [الفاتحة: ٦]، أي: ثبتنا على الدّوام على الهداية. وقد كانوا مهتدين، فسألوا الثبات على ما هم عليه. (٢) وحجة من نوّنه أنه حمله على معنى أنه أمرهم أن يدخلوا في أمرٍ لم يكونوا عليه، فالمعنى: فافعلوا النصر لِدين الله فيما تستقبلون. ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى، كما تقول: كن ناصرًا لدين الله، وكن ناصرَ زيد، وكن ضاربًا لزيد، وكن ضاربَ زَيد (الغاية ص ٢٧٤، شرح طيبة النشر ٦/ ٥٢، النشر ٢/ ٣٨٧، المبسوط ص ٤٣٥، حجة القراءات ص ٧٠٨، السبعة ص ٦٣٥، إعراب القرآن ٣/ ٤٢٤). (٣) سبق قريبًا وما بين حاصرتين زيادة ليست من الأصول.